وجاء في المقال: تكتب وسائل الإعلام العالمية، بشكل متزايد، عن حرب روسية تركية وشيكة في سوريا. فماذا، إذن، عن حقيقة أن الجيشين التركي والروسي يقومان بدوريات مشتركة في شمال شرق البلاد، وأن رجب أردوغان يجري بانتظام محادثات هاتفية مع فلاديمير بوتين؟
يخلص المحلل البولندي فيكتور ريبيتوفيتش إلى أن إدلب أصبحت ورقة مساومة بين تركيا وروسيا. فالهدف الرئيس للوجود العسكري التركي في سوريا هو تحييد الأكراد السوريين. بالنسبة لأردوغان، الأكراد هم المشكلة الأهم. وبالمقارنة معهم، لا تأتي إدلب حتى في المرتبة الثانية. وأنقرة، تدرك جيدا أن العمليات ضد الأكراد في شمال سوريا غير ممكنة إلا إذا غضت روسيا النظر عنها.
بسبب المسألة الكردية، فقدت تركيا دعم الولايات المتحدة وأوروبا الغربية. الشيء الوحيد الذي فعله الأمريكيون من أجل حليفهم المهم في الناتو هو سحب قواتهم من كردستان السورية، تاركين الأكراد لمصيرهم أمام أردوغان.
إلى ذلك، فالجيش السوري، في إدلب، يواصل هجومه الحاسم. ومن الواضح أنه لن يتوقف حتى يسيطر على طريق حلب- سراقب- اللاذقية السريع وجميع الأراضي المجاورة. فيما تركيا تفضل الاقتصار على دعم المقاتلين بالأسلحة والبيانات الناقدة. ما يحدث يدفع، أكثر فأكثر، إلى التفكير في وجود اتفاقات معينة بين بوتين وأردوغان.
بالمناسبة، فالوضع في ليبيا مشابه جدا لما هو عليه في سوريا. فمثل إدلب، تحولت ليبيا إلى موضوع مساومة بين الحكومتين الروسية والتركية. لكن أردوغان يحتاج إلى الحفاظ على ماء وجهه السياسي أمام ناخبيه. ومن هنا تأتي خطبه الحربية وادعاءاته بأن تركيا تنتقم لمقتل جنودها بالقضاء على عدد من جنود حفتر أو الأسد.