وجاء في المقال: ثمة تغييرات جدية تنضج على الحدود الشرقية لكتلة الناتو. ففي ألمانيا، يصرون بشكل متزايد على انسحاب القوات الأمريكية، ويقوم عدد من الدول في أوروبا الوسطى والشرقية بإنشاء قيادة عامة لقوات العمليات الخاصة، محاولين جذب النمسا، التي ليست عضوا في الناتو، للمشاركة فيها.
بالمناسبة، لطالما اقترحت ألمانيا إنشاء جيش أوروبي موحد كبديل لهيكل الناتو العسكري. ومن مؤيدي هذه الفكرة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ضد الولايات المتحدة الأمريكية. وفي واشنطن، يدركون تماما أن ظهور مثل هذا الجيش، سيضع موضع الشك معنى استمرار وجود حلف شمال الأطلسي، والأهم من ذلك، وجود القوات الأمريكية في الدول الأوروبية.
وهكذا، فقد تم، مؤخرا، توقيع مذكرة تفاهم خاصة في مقر الناتو في بروكسل، لإنشاء قيادة إقليمية لقوات العمليات الخاصة. اتجاه النشاط الرئيس للقيادة الجديدة، هو الجزء الغربي من شبه جزيرة البلقان.
ويهدف إنشاؤها، وفق المعلن رسميا، إلى الاستجابة السريعة لمخاطر الإرهاب الحالية وتفاقم الوضع العسكري والسياسي في البلقان. لكن وزير دفاع هنغاريا، تيبور بنكيو، يرى أن الهيكل الجديد قد يشمل في المستقبل دولا ليست أعضاء في حلف شمال الأطلسي.
ومن غير المستبعد أن تكون القيادة الإقليمية مجرد "اختبار". فمثل هذا الهيكل، يمكن إنشاؤه في الشمال، كجزء من تعزيز الجهود العسكرية لبولندا وجمهوريات البلطيق، إستونيا ولاتفيا وليتوانيا. فالآن، تتمتع جمهوريات البلطيق هذه، بامتيازات خاصة في حلف الناتو، على علاقة بإنشاء مركز للأمن السيبراني للحلف، وبالموقع الجغرافي لدول البلطيق المتاخمة لروسيا.
من ناحية أخرى، وبالنظر إلى موقف ألمانيا وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى بشأن بناء نظام الدفاع الأوروبي المعني، تجدر الإشارة إلى إمكانية اعتبار إنشاء قيادة مشتركة في غرب البلقان خطوة أولى نحو تشكيل مثل هذا النظام الدفاعي لعموم أوروبا من دون مشاركة الولايات المتحدة.