وجاء في المقال: مساء الثلاثاء، انتهت مهلة الـ 120 ساعة في العملية التركية في شمال سوريا. وليلة الثلاثاء، أعلن رئيسا روسيا وتركيا، للعالم، التوصل، في سوتشي، إلى اتفاق بشأن السيطرة المشتركة على "المنطقة الأمنية" على طول الحدود التركية السورية.
آراء خبراء
الباحث السياسي في مجال العلاقات الروسية التركية أورهان غفارلي:
للمباحثات بين زعيمي تركيا وروسيا أهمية استراتيجية. فأنقرة، تمكنت من الاتفاق على منطقة أمنية على طول الحدود التركية السورية؛ وموافقة موسكو تعني أيضا موافقة دمشق؛ وكان هناك أيضا اتفاق بين الجانب التركي والزملاء الأمريكيين على إنشاء منطقة خفض تصعيد. إذا تحدثنا عن مصالح أنقرة الوطنية، فإن أردوغان تمكن من ضمان الأمن على الحدود مع سوريا، والقضاء على ما يهدد سيادة البلاد. في المقابل، خرجت روسيا أيضا منتصرة، فقد تمكنت من مساعدة دمشق في ضمان وحدة أراضي سوريا، وحل مسألة الاتفاق مع الأكراد. والحكومة السورية، استطاعت الوصول إلى اعتراف أطراف أخرى، بالإضافة إلى المشاركين في عملية أستانا، بشرعية سلطة بشار الأسد. فإلى ما قبل الأحداث الأخيرة، كان الأكراد يتفاوضون بشكل رئيس مع الولايات المتحدة، ظانين بأنهم قادرون على ضمان أمنهم وإنشاء كردستانهم. كانت تلك سياسة خاطئة، فبالنتيجة، تبين أن الأكراد هم الجهة الخاسرة. ومع ذلك، دخل الأكراد الآن في مفاوضات مع موسكو ودمشق للمشاركة في بناء سوريا جديدة ودستور جديد، والحفاظ على وحدة البلاد.
الباحث في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، نيقولاي سوخوف:
في هذه المرحلة، ساعد أردوغان الحكومة السورية بشكل كبير، من خلال عمليته العسكرية. فقد دفع الأكراد إلى أحضان الأسد. على مدى السنوات الأخيرة، جرت مفاوضات. لكن الأكراد لم ينفكوا عن التطلع إلى الأمريكيين خلال تفاوضهم مع الحكومة السورية على تنازلات. الأكراد، الآن، في مواجهة آلة عسكرية تركية أقوى من أن يصمدوا في وجهها، ولذلك اندفعوا إلى يدي الأسد بلا شروط خاصة. لقد انتصرت دمشق عمليا، بلا قتال، بلا دم.
لا أوافق على أن "تقاعس الولايات المتحدة" في هذا الصراع، خطأ استراتيجي من ترامب. فالرئيس الأمريكي، يؤثر بشكل أساسي في موقف الناخبين. المهمة الأولى أمامه، هي الوفاء بوعوده الانتخابية والحصول على أصوات لإعادة انتخابه لولاية ثانية.