وجاء في المقال: قارة بأكملها، وقعت في مجال مصالح الكرملين السياسية. ففي أكتوبر، سوف تستضيف سوتشي قمة روسيا-إفريقيا، التي دُعي إليها رؤساء جميع الدول والمنظمات الإقليمية في القارة السمراء.
سيرأس القمة فلاديمير بوتين ورئيس الاتحاد الإفريقي، وكذلك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
هذه هي المبادرة الأولى من نوعها بهذا الحجم في سياسة موسكو الخارجية. قبل موسكو، كانت بكين قد فعلت شيئا مماثلاً، فهي منذ عقدين تحقق توسعا اقتصاديا ناجحا في القارة السمراء، من حيث تقوم بتصدير الموارد.
وفي الصدد، قال مدير مركز أبحاث العلاقات الروسية الإفريقية وسياسة بلدان إفريقيا الخارجية بمعهد إفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الروسية، يفغيني كوريندياسوف: "تعني القمة القادمة في سوتشي (23 - 25 أكتوبر) أن النخبة الروسية تتفهم دور إفريقيا في العالم الحديث. من خلال عملنا مع القارة، سنكون قادرين على تحقيق المزايا التنافسية التي نتمتع بها، في مجالات استكشاف المعادن وإنتاجها، والطاقة النووية، والاتصالات عبر الأقمار الصناعية، والأسلحة. حصة "روس أوبورون إكسبورت" من تصدير الأسلحة إلى جنوب الصحراء تبلغ 30%.
لدى روسيا اتفاقيات مع 20 دولة إفريقية حول الاستخدام السلمي للطاقة الذرية. فمع مصر، هناك عقد لبناء محطة طاقة نووية باستثمار رأسمال قدره 29 مليار دولار. ولدينا فرصة لتعزيز مكانتنا في سوق الهيدروكربونات العالمية. وعلى وجه الخصوص، تفتح الأسواق أمام معدات الطاقة.
لقد غبنا عن إفريقيا طوال عقدين. بالطبع، استغلوا ذلك. فالصين والهند والدول الغربية تعمل هناك. لكن المنافسة سمة حتمية للرأسمالية والسوق. لذلك ننظر إلى الأمر على أنه طبيعي. وسوف نعمل. الأهم هو أن لا تعتمد المنافسة أساليب القوة، وأن لا تتناقض مع السوق، أو تكون سياسية مفتعلة.
وما أهمية إفريقيا سياسيا؟
الدور السياسي للدول الإفريقية يتنامى. وهي الآن شريك ضروري في إعادة تشكيل مؤسسات الحكم العالمي. فبعد سوريا، يطلقون هناك على روسيا اسم "المورد الرئيس للأمن والسيادة وعدم التدخل" في الساحة الدولية.