وجاء في المقال: يلاحظ الآن اتجاه مقلق للغاية لتفاقم الوضع الاستراتيجي في منطقة الخليج، حيث بدأت وزارات الدفاع، في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل ودول التحالف العربي، التي تشكل جزءا من التحالف العسكري والسياسي المناهض لإيران في وضع خيارين للعمليات العسكرية ضد الجمهورية الإسلامية: الأول، إغلاق الموانئ الإيرانية، وبالتالي منع تصدير النفط الإيراني وارتفاع أسعار "الذهب الأسود" إلى مستوى غير مسبوق؛ والثاني، السيطرة العسكرية والسياسية الشاملة... من خلال شن هجوم صاروخي هائل على بنية إيران التحتية، العسكرية والصناعية.
وفي حين كشفت وكالات الأنباء الرائدة عن أهداف "الظل" المذكورة أعلاه للخيار الأول، فإن علامات الدراسة النشطة للخيار الثاني، المتمثل بالعمل العسكري، والتي تنص على عملية جوية استراتيجية مفاجئة ضد إيران، يجري إخفاؤها بعناية أكبر بكثير..
الحديث يدور عن الموقع الاستثنائي لقاعدة الأمير سلطان الجوية، التي اختارتها القيادة الأمريكية باعتبارها، أولاً، موقع وحدة أمريكية إضافية قوامها حوالي 500 جندي، وثانياً، مطارا لعمليات المقاتلات الأمريكية متعددة الأغراض من الجيل الخامس "رابتور F-22A"، وثالثا، هي موقع لكتيبة أو عدة كتائب، من أنظمة الدفاع الجوي "باتريوتPAC-3.
وهنا يطرح نفسه السؤال التالي: ما هي المزايا التشغيلية والتكتيكية (لتنفيذ عمليات جوية واسعة النطاق ضد إيران) التي تتفوق بها قاعدة الأمير سلطان الجوية على قاعدة "العديد" في قطر أو "الشيخ عيسى" في البحرين؟ من المعروف أن الأخيرة تبعد فقط 250-270 كم عن محافظتي هرمزغان وفارس الإيرانيتين، فيما تبعد قاعدة الأمير سلطان 750-850 كم عن مسرح العمليات الأكثر نشاطا.
تكمن الإجابة عن السؤال أعلاه في عدد صواريخ فاتح وهرمز وذوالفقار، الإيرانية البالستية، ومواصفاتها العملياتية التكتيكية، بالإضافة إلى الصواريخ البالستية متوسطة المدى، شهاب وقدر، الموضوعة في الخدمة ضمن وحدات صواريخ الحرس الثوري الإسلامي، وجاهزة للانطلاق ردا على عدوان قد تشنه الولايات المتحدة وأتباعها.