وجاء في مقال نائب مدير معهد التحليل السياسي والعسكري:
أدى تصادم طموحات إيران الجيوسياسية مع طموحات جيرانها في المنطقة وبعض الدول البعيدة عن الشرقين، الأدنى والأوسط، إلى خطر دخول طهران في حرب على طول حدودها كلها تقريبا.
ومع أن قوات الجمهورية الإسلامية المسلحة انتقائية وقديمة، إلا أنها ضخمة، ويمكن أن تخلق مشاكل كبيرة لجميع خصومها المحتملين، كل على حده. فلا إسرائيل ولا الملكيات العربية ولا تركيا ولا حتى الولايات المتحدة نفسها، يمكنها الرهان على نصر ساحق في الحرب ضد إيران، يسمح بالقضاء على العدو وحل المشكلة الإيرانية، إن لم يكن إلى الأبد، فإلى أفق منظور. ولكن، إذا وجهوا جميعا ضربة في وقت واحد، فإن الوضع، بطبيعة الحال، سوف يتغير جذريا. إنما في الطريق إلى هذا التوحيد، تنشأ سلسلة من العقبات ذات طبيعة سياسية وعسكرية.
إضافة إلى ما سبق، فإن جميع خصوم إيران مستعدون لقتالها من الجو، وليس على الأرض. ولكن من يضمن أن تتركهم إيران بلا عقاب، مثل العراق في العام 1991 ويوغوسلافيا في العام 1999. فلا شيء يمنعها من شن هجوم بري عبر العراق نفسه على الملكيات، وكذلك على تركيا. كما أن الوحدة الأمريكية في أفغانستان رهينة فعلية لإيران.
إلى ذلك، فلا شيء سيمنع الفرس من توجيه ضربات صاروخية "على جميع الاتجاهات"، بما في ذلك إلى المواقع النفطية في الخليج. وسوف تتفاقم المشاكل بسبب انتفاضات شيعية تديرها طهران في البحرين والمملكة العربية السعودية، وربما في لبنان، ومشاكل الأكراد في العراق وتركيا. ويجدر توقع إغلاق مضيق هرمز. وبالتالي، ففي حين لا يمكن لإيران الفوز في ساحة المعركة، فإنها قادرة على زعزعة استقرار خصومها الداخلي وإلحاق أضرار بهم تجعل فوزهم أشبه بالخسارة. وهذا يخص بالدرجة الأولى الملكيات العربية.
وعليه، فعلى الرغم من الرغبة الشديدة في إزالة العامل الإيراني من سياسة الشرق الأوسط، فإن خصوم إيران سيحاولون تجنب الخيار العسكري لتحقيق أهدافهم، نحو تقويض إيران من الداخل، بطرق اقتصادية وسياسية وإعلامية.