وجاء في المقال: يمكن أن يؤدي التفاقم الحاد في العلاقات بين إيران والولايات المتحدة إلى صراع جديد في الشرق الأوسط. فالولايات المتحدة تحشد قواتها في المنطقة وتطالب مواطنيها في الدول العربية باليقظة. في الوقت نفسه، تدعو القيادة الإيرانية مواطنيها إلى المقاومة. على هذه الخلفية، يتزايد عدم اليقين في سوق النفط.
لطهران مصلحة في ارتفاع أسعار النفط، بسبب عجزها عن مضاعفة صاداتها منه. من الناحية النظرية، يؤدي ارتفاع أسعار النفط بمقدار دولار واحد للبرميل إلى زيادة عائدات إيران بمقدار 1.3 مليون دولار يوميا. فعلى سبيل المثال، أدت عمليات التخريب ضد ناقلات سعودية في مياه الإمارات، في الـ 13 من مايو، إلى ارتفاع الأسعار بنحو دولارين للبرميل، إلى 72.5 دولار، ولكنها انخفضت بعد ذلك إلى 70.5 دولار، على الرغم من الهجوم على منشآت خط أنابيب النفط في المملكة العربية السعودية.
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في معهد الدراسات الشرقية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فلاديمير ساجين، لـ "كوميرسانت": "لا أعتقد بأن إيران من أجل أسعار النفط كان يمكن أن تقدم على تخريب الناقلات". ولكن ساجين لم يستبعد وجود قوى في إيران يمكن أن تمضي نظريا إلى التصعيد. وهذه القوى تلعب لمصلحة الولايات المتحدة. وقال: "لن تكون هناك حرب كبيرة بين الولايات المتحدة وإيران. لكن هذا لا يحول دون تصعيد يمكن أم يؤدي إليه أي حادث عرضي".
أما في أوروبا وروسيا فيخشون من تطور السيناريو العسكري. فقد قال وزير الخارجية البريطاني، جيريمي هانت، في وقت سابق من هذا الأسبوع: "يمكن أن تؤدي الحوادث إلى صراع، بمعزل عن عدم رغبة أي من الطرفين". ويشاركه الرأي الرئيس النمساوي، الكسندر فان دير بيلين، فقال في الـ 15 من مايو، عقب محادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في سوتشي: "إذا زاد الأمريكيون الضغط على إيران، فهناك خطر كبير لحدوث أزمة جديدة هناك، كما في العراق. لا أحد يريد ذلك في الاتحاد الأوروبي". كما وصف الرئيس النمساوي العقوبات الأمريكية الجديدة ضد إيران بـ"الاستفزازية".
وبدوره، أعرب فلاديمير بوتين عن أسفه حيال "تدمير" الاتفاق النووي. وفي موسكو، لا يستبعدون مزيدا من التصعيد حول إيران.