وجاء في المقال: في الـ 25 من أبريل، أعلن السياسي الديمقراطي الأمريكي جو بايدن ترشيح نفسه لرئاسة الولايات المتحدة.
تم اختصار الفكرة الرئيسية لإعلان بايدن الانتخابي الأول في شريط مدته ثلاث دقائق يضع "كل ما جعل أمريكا أمريكا" على المحك، ويتضمن مجموعة من الكليشيهات المألوفة والخطابة السياسية المستهلكة. ومن المثير للاهتمام أن خصمي بايدن الديمقراطيين الرئيسيين، السناتور بيرني ساندرز والسناتورة إليزابيث وارين... يلتزمان عموما بأفكار أكثر تشاؤما عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي في أمريكا. يمكن افتراض أن بايدن لا يضع نفسه فقط في مواجهة ترامب باعتباره الخصم الرئيس في الحملة الانتخابية، إنما ينأى بنفسه عمداً عن الجناح اليساري في حزبه.
ووفقا لاستطلاع للرأي العام أجرته ABC News بالاشتراك مع واشنطن بوست، فإن جو بايدن يحوز (17٪) متقدما في أعين الناخبين الديمقراطيين والمستقلين الـ 19 عن الحزب الديمقراطي. فقد سجل أقرب منافسيه، بيتر بوتيدجيتش، عمدة مدينة ساوث بيند، وبيرني ساندرز ، 5 و11%، على التوالي. ومع ذلك، لا يزال من المبكر الحديث عن فوز بايدن، فلم يرشح عدد من السياسيين الديمقراطيين الأقوياء أنفسهم بعد.
اليوم، يُنظر إلى جو بايدن على أنه شخصية ليس فقط تساعد في تعميق الانقسام التقليدي في أوساط الديمقراطيين الأميركيين بين تقدميين اشتراكيين ومعتدلين، إنما وتثير التباسا في صفوف المحافظين الأمريكيين الجدد الذين يسعون إلى هيمنة أمريكا العالمية عن طريق نشر "القيم الليبرالية الجديدة" في بلدان أخرى.
فلا تزال ذلك حية في الذاكرة الأحداث التي وقعت قبل ثلاث سنوات، عندما تنافس السياسيون الأمريكيون مع زملائهم في الشبكات الاجتماعية، بنشر صور أولاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحثهم بحماسة عن أعداء داخليين. يمكن أن نشهد مرة أخرى مثل هذا السيرك السياسي. فعلى خلفية العقوبات الضعيفة الجدوى ضد روسيا، وتذمر الحلفاء الأوروبيين الذين سئموا من المواجهة مع موسكو، والمشاركة الأمريكية الطويلة في حربي أفغانستان واليمن، لا يبدو معسكر المحافظين الجدد موحدا كما كان من قبل. من المثير للاهتمام تتبع التغييرات التي سيخضع لها موقف جو بايدن من روسيا خلال حملة انتخابية تعد بأن تكون مثيرة للجدل إلى حد كبير وغير قابلة للتنبؤ.