وجاء في المقال: خاطب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، جميع الأوروبيين. فنشرت عشرات الصحف في وقت واحد مقالته التي يتحدث فيها عن الخطر الذي يلوح في الأفق حول الاتحاد الأوروبي، داعيا إلى نهضة أوروبية جديدة.
فما الذي يتهدد أوروبا، وفقا لماكرون؟
اتضح أن الخطر يأتي من "المحرضين الغاضبين، المدعومين بأخبار مزيفة، والذين يَعدون بكل شيء ولا شيء".
لا يسمي ماكرون أحدا بصورة مباشرة، لكن من الواضح أن الحديث يدور عن جميع أولئك المتشككين، والقوميين، والشعبويين: من مؤيدي بريكسيت إلى "السترات الصفراء" الفرنسية، ومن لوبان إلى "البديل من أجل ألمانيا" إلى "النجوم الخمس" الإيطالي. يحتاج ماكرون إلى امتناع الأوروبيين عن التصويت لهم في الانتخابات البرلمانية التي ستجري بعد شهر ونصف، والتي يصفها بالـ "حاسمة لمستقبل القارة".
وعلى الرغم من أن ماكرون في الأساس أطلسي، إلا أنه "صنع" في المطبخ السياسي لمواجهة المشاعر المعادية لأمريكا والعولمة التي تنمو في أوروبا. لذلك، فهو يكثر من الحديث عن إنشاء نظام دفاع أوروبي، يرى فيه كثيرون خطوة مهمة نحو عودة الاستقلال الجيوسياسي لأوروبا.
قال ماكرون: "نحن بحاجة إلى تحديد نهج واضح: يجب أن تحدد معاهدة الدفاع والأمن التزاماتنا الرئيسية في التعاون مع حلف الناتو وحلفائنا الأوروبيين: زيادة الإنفاق الدفاعي، وبندا خاصا بالدفاع المتبادل ومجلس أمن أوروبي بمشاركة المملكة المتحدة في إعداد قراراتنا الجماعية".
وهذا يعني أن فرنسا النووية تقترح ببساطة تنقيح الآليات الأطلسية لتصلح لعموم أوروبا، أي تقديم بنية التحكم الأنجلوسكسونيية كأنها أوروبية. بل، وإبقاء بريطانيا، خاصة وأن ماكرون يعتقد بشكل عام أن بريطانيا سوف تجد مكانها في نهضة الاتحاد الأوروبي، ولن تغادر إلى أي مكان.
كان على ماكرون تقديم مقترحاته بالإنكليزية بدل الفرنسية، فهي تشبه حد التطابق تعاليم أطلسية مكيفة من أجل الأوروبيين، مع وكالة تحمي الديمقراطية من روسيا ومجلس أمن بمشاركة لندن.