وجاء في المقال: لم يصل ممثلو الحركات الفلسطينية إلى بيان مشترك حول نتائج محادثاتهم التي استمرت ثلاثة أيام في موسكو، فاستماحوا روسيا عذرا على ذلك بوصفها منظمة الاجتماع. الشيء الوحيد الذي اتفق عليه جميع المفاوضين، هو إدانة الخطط الأمريكية لحل الصراع العربي الإسرائيلي، ثم انتقاد مؤتمر الشرق الأوسط، الذي افتتح في الـ 13 من فبراير الجاري في وارسو. علما بأن روسيا تؤيد تماما هذا الموقف.
تصر موسكو على استحالة حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي قبل أن تحل القوى السياسية الفلسطينية جميع الخلافات فيما بينها.
فأولاً، هناك خلاف بين حركة فتح، التي تسيطر على الوضع في الضفة الغربية، وحماس التي استولت على السلطة العام 2007 في قطاع غزة. في الـ 12 من أكتوبر 2017، وقعت الحركتان اتفاقية حول المصالحة الوطنية في القاهرة. وأثناء الاجتماع مع الفلسطينيين، أعلن سيرغي لافروف عن رغبة موسكو في رؤية اتفاق القاهرة يتحقق. ووفقًا لمعلومات كوميرسانت، فقد اعتبرت وزارة الخارجية الروسية من غير المناسب دعوة إسماعيل هنية القيادي في حماس إلى روسيا في ديسمبر من العام الماضي. أصرت موسكو على عقد اجتماع بين الفلسطينيين أولاً. إلا أن ممثلي حماس يأملون في أن يأتي هنية إلى موسكو في أبريل أو مايو. يعتمد الكثير على ما إذا كان الحوار الفلسطيني- الفلسطيني سيستمر. علما بأن نتائج مباحثات موسكو لا تبعث الأمل في النجاح.
لم يكن لدى المنظمين الروس للاجتماع أي أوهام بأن يتغلب الفلسطينيون في موسكو على خلافاتهم ويتفقوا فجأة على تشكيل حكومة وحدة وطنية. إلا أن مجرد انعقاد الحوار الفلسطيني- الفلسطيني يعد نجاحا بعد انقطاع دام سنة. أما اعتماد بيان مشترك فكان من شأنه أن يشكّل انفراجة. لكن ذلك لم يحدث، رغم أن الفلسطينيين أكدوا لبعضهم البعض ولمضيفي الاجتماع بكل الطرق أنهم ملتزمون بإعادة الوحدة الفلسطينية.
في المؤتمر الصحفي الذي أعقب المحادثات، حاول الفلسطينيون تخفيف خلافاتهم، مؤكدين أنهم متفقون على الأهم، أي الرغبة في مقاومة نوايا الولايات المتحدة تنفيذ خطتها لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
من ناحية أخرى، بات لدى المنظمين الروس للاجتماع بين الفلسطينيين، الذين فشلوا في تحقيق المصالحة بين الفلسطينيين، سبب آخر لإثبات أن الخطط الأمريكية للشرق الأوسط محكوم عليها بالفشل.