تعتبر النزاعات المحلية مرايا للاتجاهات العالمية. إذ تعكس الطرق والوسائل التي تتنافس من خلالها القوى العظمى.
حسبما ذكرت المجلة فإنه في أفغانستان يُقتل عدد أكبر من الناس نتيجة الوضع المتأزم أكثر من أي نزاع حالي آخر في العالم. إذ ارتفعت مستويات سفك الدماء خلال العامين الماضيين، وهزت هجمات منفصلة شنها مقاتلو طالبان ومتشددو الدولة الإسلامية مدنا وبلدات في جميع أنحاء البلاد.
يذكر أنه تم توقيع اتفاق بين الولايات المتحدة وحركة "طالبان" الأفغانية في العاصمة القطرية الدوحة ويقضي الاتفاق المبرم بالانسحاب الكامل لقوات الولايات المتحدة وحلف الناتو من أفغانستان خلال فترة 14 شهرا.
كما ذكرت المجلة أن الحرب في اليمن أودت بحياة 100000 شخص ودفعت بدولة من أفقر دول العالم العربي إلى حافة المجاعة. اليوم أصبح اليمن منطقة للتنافس على مستوى الشرق الأوسط بين إيران من جهة والولايات المتحدة وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى، الأمر الذي قد يدفع بالوضع في المنطقة نحو التصعيد.
كما تشهد القارة السمراء مناطق توتر عدة منها الصراع العرقي الذي تشهده إثيوبيا، وأسفر عن مقتل المئات وتشريد الملايين وإذكاء العداء بين قادة المناطق. وحسبما ذكرته المجلة فإن الانتخابات المقررة في مايو 2020 يمكن أن تكون عنيفة ومثيرة للانقسام.
بالمقابل فإن بوركينا فاسو هي أحدث الدول الإفريقية التي وقعت ضحية لعدم الاستقرار في إفريقيا. إذ يشن متشددون إسلاميون هجمات في شمال البلاد منذ عام 2016 لهم علاقات وثيقة مع الجهاديين في مالي المجاورة. وبحسب رأي المجلة فإن بوركينا فاسو على وشك الانهيار.
من ناحية أخرى فإن الوضع الليبي يمكن أن يتجه نحو التفاقم في الأشهر المقبلة، حيث تعتمد الفصائل المتنافسة بشكل متزايد على الدعم العسكري الأجنبي لتغيير ميزان القوى. فقد أنشأت الدولة الإسلامية موطئ قدم صغير لها في ليبيا لكنها هُزمت. كما أدت الاشتباكات القبلية إلى زعزعة الصحراء الجنوبية الشاسعة للبلاد.
على الجانب الآخر فقد تصاعدت التوترات بين الولايات المتحدة وإيران بشكل خطير منذ عام 2019. إن قرار إدارة ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015 وفرض عقوبات أحادية متصاعدة على طهران تسبب في تكاليف كبيرة، لكنه لم ينتج حتى الآن الاستسلام الدبلوماسي الذي تسعى إليه واشنطن ولا الانهيار الداخلي الذي تأمل فيه. وبلغ التوتر ذروته باغتيال الولايات المتحدة لسليماني مطلع العام الحالي.
من ناحية أخرى بالعودة للوراء فقد شهد عام 2017، تصريحات حادة اللهجة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون وتبادلا تهديدات بالإبادة النووية. هذه التصريحات بدت بعيدة خلال عام 2019. لكن التوتر بين الطرفين في تصاعد مستمر.
وأعاد النزاع بين الهند وباكستان عام 2019 بشأن منطقة كشمير المتنازع عليها الأزمة في المنطقة إلى التركيز الشديد. فكلا البلدين يطالبان بأراضي الهيمالايا، المقسومة بحدود غير رسمية وفق ما يسمى بخط السيطرة. المنطقة حسب رأي المجلة قد تشهد تصعيدا كبيرا العام الحالي.
وشهدت فنزويلا العام الفائت حالة من التوتر السياسي إلى جانب حالة الإفلاس والتدهور الاقتصادي الذي أدى إلى انتشار الفقر والفوضى في البلاد، إذ تقدر الأمم المتحدة أن 7 ملايين فنزويلي يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، والكثير منهم في مناطق حدودية تسيطر عليها جماعات مسلحة، بما في ذلك العصابات الكولومبية.
في ديسمبر العام الفائت، التقى الرئيس الأوكراني ونظيره الروسي في باريس. فشل القادة حسب رأي المجلة في تحقيق اتفاق حقيقي بين الطرفين. و إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن الاجتماع القادم في فرنسا، المقرر عقده في الربيع، يجب أن يعالج مكونات اتفاقية مينسك، بما في ذلك إعادة دمج المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون في أوكرانيا.
الجدير بالذكر أن الحرب والنزاع في سوريا قد غاب عن القائمة التي أعدتها المجلة المذكورة دون ذكر السبب. فما رأيكم؟
المصدر:foreignpolicy
هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا