وأشارت صحيفة "بوليتيكو"، في تقرير نشرته في 31 يناير/كانون الثاني، أن الرئيس السابق وأنصاره "يحاولون حاليا إيجاد معادلة صحيحة في القضايا التي تتطلب ردا، وسبل ملائمة لاستخدام أوباما من أجل إلحاق أضرار بالأهداف المختارة".
وأوضحت الصحيفة، قائلة: "إن أوباما وفريقه يتابعون ما يحدث في البيت الأبيض، ولا يستبعدون احتمال تحدي أوباما لترامب بمزيد من الحزم خلال الأشهر القادمة، وذلك بحسب الأشخاص الذين يتواصلون مع الرئيس السابق".
وأضافت "بوليتيكو" إن أوباما "كان يواكب ما يصدر من أنباء عن البيت الأبيض والاحتجاجات في البلاد، وإن أصدقاءه ومساعديه السابقين يبعثون رسائل له عبر البريد الإلكتروني ويتواصلون معه، فيما يتحدث موظفو إدارته الرئاسية له عن الصحفيين الذين كان يتساءلون، حتى خلال اليوم الأول من رئاسة ترامب، حول ما إذا جرت أحداث كافية ليتجاوز أوباما نطاق الصمت ويدلي بتصريحات".
واتحذ أوباما قرارا بالإعلان عن أول تعليق له على سياسة ترامب يوم الاثنين الماضي، لكنه امتنع في الوقت ذاته عن الإعراب عن موقفه مباشرا، وقام بذلك على لسان المتحدث الجديد باسمه كيفين ليويس.
وجاءت هذه الخطوة على خلفية توقيع ترامب على مرسوم يعلق استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوما، ويفرض حظرا على دخول المهاجرين من سوريا لفترة زمنية غير محددة، ويمنع دخول مواطني 7 دول مسلمة، وهي إيران وسوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما.
وأثار مرسوم الرئيس الأمريكي إدانة واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، ولا سيما من قبل الدول التي استهدفها الأمر التنفيذي هذا.
وفي بيان صدر عن المتحث باسمه ، أكد الرئيس الأمريكي السابق أوباما على تأييده للتظاهر "دفاعا عن الديمقراطية"، وندد بما وصفه بـ"التمييز بسبب العقيدة أو الدين".
وقال البيان إن مستوى مشاركة الناس في الاحتجاجات التي تجري في أنحاء البلاد قد "ألهمت الرئيس السابق"، موضحا أن أوباما قد أشار في خطابه الوداعي، بداية يناير/كانون الثاني، إلى "أهمية دور المواطن" ليس فقط في يوم الانتخابات، بل في كل الأيام.
وأضاف البيان أن المواطنين: "يمارسون حقهم الدستوري في التجمع والتنظيم وإسماع صوتهم عبر مسؤوليهم المنتخبين، وهو ما نتوقع أن نراه بالضبط عندما تصبح القيم الأمريكية في خطر".
لكن صحيفة "بوليتيكو" أشارت في هذا السياق إلى أن أوباما يتجنب، في الوقت الراهن على الأقل، التحول إلى واجهة للحركة ضد ترامب.
وأوضح تقرير "بوليتيكو" في هذا السياق: "إن أوباما يعلم أن هناك إجراءات أكثر تشددا (من قبل ترامب) يمكنه التعليق عليها، لكنه يمتنع عن التدخل المباشر (في الشؤون السياسية) للقيام بذلك في وقت مناسب من أجل تحقيق درجة أقصى من الفاعلية، حسب ما يقوله الأشخاص الذين على دراية عن خصوصية تفكيره، وهو يعلم جيدا أن فرصة واحدة فقط ستتوفر لديه".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع قوله إن أوباما "سيحدد التوقيت المناسب" لتوجيه ضربة إلى الرئيس الأمريكي الحالي، الأمر الذي يعني أنه سينتظر وقوع خلاف أكبر داخل المجتمع الأمريكي بسبب قرارات ترامب.
المصدر: بوليتيكو + وكالات
رفعت سليمان