وجاء ذلك في تقرير سنوي قدم لمجلس الأمن الدولي، يوم الجمعة 28 يناير/كانون الثاني الماضي، وأعده فريق الخبراء التابع للأمم المتحدة والمعني بمراقبة سير النزاع في اليمن والتحقيق في 10 ضربات جوية نفذها التحالف خلال الفترة بين مارس/آذار وحتى أكتوبر/تشرين الأول من العام 2016 وأسفرت عن مقتل 292 مدنيا على الأقل، من بينهم نحو 100 امرأة وطفل.
ونقلت وكالت "رويترز"، يوم السبت، عن هذا الفريق قوله في التقرير، المؤلف من 63 صفحة: "لم تجد لجنة الخبراء أي دليل على أن الضربات الجوية أصابت أهدافا عسكرية مشروعة في ثماني غارات من الغارات العشر التي شملها التحقيق".
وأضاف التقرير: "في كل التحقيقات العشر ترى اللجنة من شبه المؤكد أن التحالف لم يف بمعايير القانون الإنساني الدولي، فيما يخص تناسب قوة الهجوم والاحتياطات الواجب أخذها بعين الاعتبار.. وتعتبر اللجنة أن بعض الهجمات قد ترقى إلى حد جرائم الحرب".
وأشار خبراء الأمم المتحدة إلى وجود ضباط أمريكيين يساندون أنشطة التحالف اللوجستية والمخابراتية، فيما قال لفريق التحقيق قائد العمليات المشتركة للتحالف العربي إن ضباطا من فرنسا وماليزيا وبريطانيا موجودون أيضا في مقر القيادة بالرياض.
وأضاف التقرير، قائلا: "خلصت اللجنة إلى أن الانتهاكات المرتبطة بتنفيذ الحملة الجوية الواسعة النطاق تعكس بما يكفي إما عملية استهداف تفتقر إلى الكفاءة، أو سياسة أوسع للاستنزاف المتعمد للبنية التحتية المدنية" في اليمن.
وفي إطار ردود الأفعال الأولى من قبل الرياض على هذه الاستنتاجات الدولية، قال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله المعلمي، إن الاتهامات الواردة في التقرير لا أساس لها، مشددا على أن التحالف يمارس أقصى درجات ضبط النفس وقواعد اشتباك صارمة.
وقال المعلمي، يوم السبت، في حديث لوكالة "رويترز"، إن في بعض الحالات تم الإقرار بارتكاب أخطاء، وتقبل المسؤولية عنها، مضيفا أن قيادة التحالف اتخذت إجراءات تصحيحية، بما يشمل تعويضات للضحايا.
كما أشار المسؤول السعودي إلى أن هناك شفافية في التحقيقات في أي حادث وقع خلال عمليات التحالف.
يذكر أن اليمن تمر، منذ سبتمبر/أيلول من العام 2014، بنزاع مسلح مستمر، بين قوات الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، وقوات الحوثيين وحلفائهم من الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، واستعادت المواجهة سخونتها الميدانية المعهودة بعد أشهر من الهدوء النسبي الذي انتهى مع فشل الجولة الثالثة من مفاوضات السلام التي جرت في الكويت برعاية الأمم المتحدة بين طرفي الأزمة اليمنية.
وينفذ التحالف العربي بقيادة السعودية ، منذ 26 مارس/آذار 2015، ضربات جوية مستمرة لمواقع في اليمن يقول إنها عسكرية وتابعة لجماعة "أنصار الله" (الحوثيون) وللقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، في كافة أنحاء اليمن، بهدف "إعادة الشرعية وعودة الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي".
وفرض التحالف العربي، منذ بدء عملياته العسكرية الداعمة لهادي، حصارا على معظم الأراضي اليمنية بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وأدى النزاع في اليمن، منذ بدء عمليات التحالف، وبحسب إحصائيات الأمم المتحدة، إلى مقتل قرابة 10 آلاف مدنيين وجرح 40 آلاف الآخرين.
المصدر: رويترز + وكالات
رفعت سليمان