وقال ترامب، في تغريدة نشرها على حسابه في موقع "تويتر"، الأحد 29 يناير: "إن بلادنا تحتاج اليوم إلى حدود محكمة وإجراءات مشددة للتدقيق (لمن يريد عبورها)".
وتابع ترامب: "أنظروا إلى ما يحدث في سائر أوروبا، وبالحقيقة في العالم برمته، هذا فوضى هائلة!".
وكان ترامب أكد، في وقت سابق، أن قراره الأخير حول الهجرة، الذي هو الأكثر إثارة للجدل من بين أوامره حتى الآن، لا يستهدف المسلمين ولا يحمل طابعا دينيا أو جنسيا، مشيرا إلى أن هذا المرسوم الغرض الوحيد منه حماية الولايات المتحدة من الإرهاب.
موجة التظاهرات تعم المدن الأمريكية احتجاجا على سياسة ترامب في مجال الهجرة
وشهدت مدن مختلفة في الولايات المتحدة، اليوم الأحد، حملة احتجاجات واسعة ضد قرار الرئيس الأمريكي بمنع دخول اللاجئين إلى البلاد، الذي أثار موجة انتقادات شديدة داخل أمريكا وخارجها.
وتجمع آلاف الأشخاص، مساء الأحد، أمام مبنى البيت الأبيض في العاصمة الأمريكية واشنطن، للإعراب عن احتجاجهم على قرار ترامب بشأن منع دخول اللاجئين.
وفي وقت سابق من اليوم، خرج مئات الأمريكيين للمشاركة في تظاهرات احتجاجية ضد قرارات الرئيس الأمريكي أمام مطار جون كينيدي بنيويورك وكذلك أمام المحكمة الاتحادية في منطقة بروكلين بالمدينة.
وعبر المحتجون، في بروكلين، عن فرحتهم بقرار المحكمة الاتحادية التي قررت منع ترحيل الأشخاص الذين سيشملهم قرار ترامب بشأن الهجرة.
ورفعوا شعارات، مثل: "كلنا مهاجرون"، "مرحبا باللاجئين".
كذلك تجمع المئات أمام مطار "جون كينيدي" احتجاجا على سياسة الهجرة التي أعلنها ترامب.
كما تجمع حوالي 300 متظاهر في مطار لوس أنجلوس الدولي، رافعين لافتات كتب عليها "مرحبا باللاجئين" و"ليس رئيسي" (في إشارة إلى دونالد ترامب).
وفي مدينة تشيكاغو، انضم مئات المحتجين إلى المشاركين في تظاهرة نظمت في مطار أو هارا الدولي، داعيين إلى الإفراج عن 13 شخصا تم احتجازهم هناك في وقت سابق بموجب قرار ترامب حول اللاجئين.
كما احتج حوالي 150 متظاهرا في مطار بورتلاند الدولي ضد الأمر التنفيذي الذي أصدره ترامب، منددين بهتافات "لا حظر ولا جدار"، و"لا أحد غير شرعي" و"السلطة تعود للشعب".
كما شارك عشرات المتظاهرين في مسيرة احتجاجية بمطار دينفر الدولي، حاملين لافتات قالوا فيها: "أتيت بسلام" و"نرحب باللاجئين هنا".
3000 محتج في سييتل والشرطة تستخدم الغاز المسيل للدموع
وشهدت مدينة سييتل إحدى أكبر فعاليات احتجاجية في إطار هذه الحملة، حيث تجمع أكثر من 3000 متظاهر في مطار سييتل-تاكوما الدولي احتجاجا على هذا المرسوم.
ونقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن أحد المحتجين يدعى "خلف" قوله، تعليقا على قرار ترامب: "هو لا يستهدف المسلمين فحسب، لكنه أيضا ضد الحقوق الأساسية الخاصة بالظروف المعيشية للناس وحقوق الإنسان بشكل عام، وأعتقد أن على كل شخص أن يقف لمقاومة ذلك".
من جانبها، أفادت إدارة المطار بأن "ضباط الشرطة أجبروا على تنفيذ عدد من الاعتقالات من أجل ضمان أمن الركاب والموظفين، وذلك رغم الجهود المتكررة لتشجيع المحتجين على أن يتفرقوا ".
بدورهم، قال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع من أجل تفريق المتظاهرين في المطار.
أوامر ترامب بشأن الهجرة
وكان ترامب، وقع، يوم الجمعة الماضي، على مرسوم يعلق استقبال اللاجئين في الولايات المتحدة لمدة 120 يوما، ويفرض حظرا على دخول المهاجرين من سوريا لفترة زمنية غير محددة، ويمنع دخول جميع مواطني 7 دول مسلمة، وهي إيران وسوريا والعراق وليبيا والصومال والسودان واليمن، إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما بعد إقرار الوثيقة.
كما شدد هذا الأمر التنفيذي بعض قواعد الوصول إلى أراضي الولايات المتحدة بالنسبة لمواطني الدول الأخرى.
وأثار مرسوم الرئيس الأمريكي إدانة واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها، ولا سيما من قبل الدول التي استهدفها الأمر التنفيذي هذا.
ويعد هذا الأمر التنفيذي، بالتالي، ثالث مرسوم خاص بقواعد الهجرة إلى الولايات المتحدة يصدق عليه ترامب خلال الأسبوع الجاري.
ووقع الرئيس الأمريكي، يوم الأربعاء الماضي، على مرسومين الغرض منهما تشديد سياسة الهجرة والرقابة الحدودية.
وينص المرسوم الأول على بناء جدار كبير على الحدود الجنوبية للبلاد، فيما يخص الثاني "تعزيز الأمن العام داخل البلاد" وقضية تطبيق القوانين الأمريكية المتعلقة بالهجرة.
عدد ضحايا مرسوم ترامب حول منع دخول اللاجئين
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، في بيان، يوم الأحد، إن نحو 375 مسافرا تأثروا بالقرار، فيما منع 109 ركاب، كانوا في الترانزيت في انتظار السفر، من دخول الولايات المتحدة.
كما لم تسمح شركات الطيران لـ173 راكبا بالصعود إلى الطائرات قبل سفرهم.
وأضافت الوزارة في بيانها أن الأمر "يؤثر على قطاع صغير من المسافرين الدوليين"، مشيرة إلى أن الإجراءات "أزعجت" أقل من واحد في المئة من المسافرين.
المصدر: وكالات
رفعت سليمان، نادر همامي