وعلى الرغم من نجاح أجهزة الأمن التركية في القبض على مشاريبوف بعد سبعة عشر يوما على هروب هذا السفاح الذي يوصف بأنه محترف وأنه ارتكب جريمته بدم بارد، إلا أن الكثير من التساؤلات حول الجريمة ومنفذها لا تزال عالقة.
وتقول تقارير صحفية إن مشاريبوف يحمل الجنسية الطاجيكية، بالإضافة إلى جنسيته الأصلية الأوزبيكية، وإنه يتقن خمس لغات هي الأوزبيكية والروسية والصينية والتركية والعربية، وإنه تلقى تدريبا عسكريا لمدة عامين في باكستان وافغانستان. وتضاربت الروايات عن كيفية دخوله الأراضي التركية، وفيما تقول واحدة إنه دخل إليها قادما من إيران، ترجح أخرى أنه جاءها قادما من معاقل "داعش" في سوريا.
ومن بين التفاصيل التي تحدثت عنها وسائل الإعلام الدولية أن الشرطة التركية اكتشفت مكان اختباء مشاريبوف قبل اربعة او خمسة أيام، إلا أن اقتحام الشقة التي كان يقطنها تأخر بغرض رصد تحركاته واتصالاته.
وتشير المعلومات إلى أن الشرطة قامت بحملة مداهمات كبرى لاعتقال هذا المجرم الخطير وأنها شكلت فرقة من الف عنصر عكف أفرادها على فحص نحو 7200 ساعة لمقاطع فيديو مصورة عبر كاميرات أمنية، فيما تحدثت أنباء عن ان السفاح تمكن في عدة عمليات أمنية سابقة من الفرار بجلده في اللحظات الأخيرة قبل أن يقع في قبضة الشرطة في عملية قيل أنها استهدفت في وقت واحد ثلاثة عناوين مختلفة.
أما بشأن ما كان بتصرفه في الشقة، فلا يزال العثور على طائرتي "درون" يثير التساؤلات عن الغاية منهما، إضافة إلى وجود أربعة أشخاص معه بالشقة ساعة الاقتحام، هم رجل عراقي وثلاث نساء، مصرية وصومالية وسنغالية، والأخيرة أضافت المزيد من الغموض برسالة كتبتها إلى السفاح تقول فيها :" أنا أحبك جداً، أنت مجنون للغاية".
ويقول أحد سكان المبنى الذي قبض في إحدى شققه على مشاريبوف :"قبل ذلك لم أشعر بأي شكوك، أنا أسكن بالشقة التي تقع تحت الشقة التي كان يقطنها مشاريبوف، في الأيام الأخيرة كنت أسمع صوت طفل، وقبل ذلك لم أسمع على الإطلاق أصوات أطفال من هذه الشقة".
على الرغم من كل شيء، وقع القاتل في قبضة العدالة وانتهى تواريه الطويل عن الأنظار، وحانت الفرصة للكشف عن جميع ملابسات الجريمة البشعة على لسان هذا القاتل المحترف الذي نفذ جريمته بدم بارد وأزهق أرواح 39 شخصا.
المصدر: وكالات
محمد الطاهر