مباشر

احتجاجات وإدانات دولية على خلفية أول حالة إعدام في البحرين منذ 2011

تابعوا RT على
أثار تنفيذ السلطات البحرينية أحكام الإعدام بحق 3 مواطنين شيعة سلسلة إدانات دولية وضجة كبيرة داخل البلاد، مخلفا اشتباكات عنيفة بين المحتجين وعناصر أجهزة الأمن.

عملية الإعدام

وكان رئيس نيابة الجرائم الإرهابية في البحرين، المحامي العام أحمد الحمادي، صرح، في وقت سابق من الأحد، بأنه "تم صباح اليوم تنفيذ حكم الإعدام في المحكوم عليهم الثلاثة المدانين في القضية الخاصة باستهداف قوات الشرطة بمنطقة الديه يوم 3 مارس 2014 بعبوة متفجرة مما نجم عنه مقتل شهداء الشرطة الثلاثة الملازم أول طارق محمد الشحي والشرطيين محمد رسلان وعمار عبدو علي محمد"، حسب ما أوردته وكالة الأنباء البحرينية.

وأوضح الحمادي أن تنفيذ الحكم تم رميا بالرصاص، وبحضور قاضي تنفيذ العقاب وممثلي النيابة العامة ومأمور السجن وطبيب وواعظ، حسبما يقضي القانون.

وجاء تنفيذ أحكام الإعدام بحق المواطنيين البحرينيين: عباس السميع (27 عاما)، وسامي مشيمع (42 عاما)، وعلي السنكيس (21 عاما).

وتزعم السلطات البحرينية أن وقائع القضية ترجع إلى قيام المحكوم عليهم بوضع عبوات متفجرة بالطريق العام قابلة للتفجير عن بعد، وتمكنهم من استدراج قوات الشرطة إلى مكان الواقعة بافتعال أعمال شغب استدعت تدخل القوات، التي ما أن بلغت مكان العبوات المتفجرة حتى قام المتهمون بتفجير إحداها مما ترتب عليه وفاة المجني عليهم من القوات وإصابة 13 آخرين.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخطوة تشكل أمرا استثنائيا بالنسبة للبحرين، لكون عمليات الإعدام نادرة جدا في المملكة الصغيرة، فقد شهدت البلاد آخر حالة إعدام على خلفية أحداث انتفاضة العام 2011.

غضب المحتجين.. "يوم أسود في تاريخ البحرين"

وردّ نشطاء في البحرين بغضب على هذه الخطوة، واصفين إياها بأنها "يوم أسود"، ونشروا على وسائل التواصل الاجتماعي صورا لمحتجين يشتبكون مع الشرطة.

وقد خرج المئات إلى الشوارع احتجاجا، بعد سماع خبر الإعدام الذي انتشر على الإنترنت.

ووقعت مواجهات بين المحتجين وأجهزة الأمن في العديد من المدن خاصة تلك التي تقطنها غالبية شيعية، وشنت السلطات حملة اعتقالات طالت رموزا شيعية في البلاد، وقررت سحب الجنسية من بعضهم.

ووصف سيد أحمد الوديع، مدير معهد البحرين للحقوق والديمقراطية المعارض، في حديث لوكالة "رويترز"، الحكم بأنه "يوم أسود في تاريخ البحرين"، وقال إنه "أشنع جريمة ترتكبها حكومة البحرين".

وأضاف الوديع أن الحكم يمثل تهديدا أمنيا للبحرين والمنطقة كلها.

ضجة في "تويتر"

كما دشن مغردون في البحرين، منذ مساء السبت، 14 يناير/كانون الثاني، هاشتاغ #إعدام_وطن وهاشتاغ #كلا_للاعدام وذلك بعد انتشار أنباء أفادت بقرب تنفيذ أحكام بالإعدام.

ونشر البعض تغريدات طالبوا فيها منظمات حقوقية والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف أحكام الإعدام بحق الشبان الثلاثة.

ودشن مغردون هاشتاغ #البحرين_تفجع، الذي نشروا باستخدامه تغريدات كتبوا فيها التعازي لأسر الشبان وأعربوا فيها عن غضبهم وحزنهم لما جرى.

لكن آخرين رحبوا بتنفيذ أحكام الإعدام، قائلين إن الشبان نفذوا عملية إرهابية في البلاد.

وأشار موقع شبكة "بي بي سي" الإخباري إلى أن العدد الإجمالي للتغريدات، التي تداولت الخبر، وصل إلى 47 ألف تغريدة.

إدانة دولية للإعدام

وتواجه عملية إعدام الشبان البحرينيين الـ3 انتقادات ليس فقط من إيران وإنما من دول غربية ومنظمات حقوقية.

وشدد الاتحاد الأوروبي، بهذا الصدد، على رفضه الحاسم لعقوبة الإعدام، قائلا في بيان صدر عن المصلحة الأوروبية للسياسة الخارجية، التي تتخذ من بروكسل مقرا لها، إن هذه الخطوة تشكل سابقة خطيرة، "علما بأن البحرين أوقفت تنفيذ عقوبات الإعدام خلال السنوات الـ7 الماضية، وأن مخاوف تم الإعراب عنها من حالات محتملة لانتهاك حقوق المدانين الثلاثة بمحاكمة عادلة".

من جانبها، قالت بريطانيا، على لسان وزير خارجيتها، بوريس جونسون، في بيان صدر عنه الأحد، إنها تعارض عقوبة الإعدام، وقد "أثار (الوزير) المسألة مع الحكومة البحرينية".

وأدانت طهران بعبارات شديدة اللهجة تنفيذ السطات البحرينية عملية الإعدام، قائلة إن حكام البحرين يتحملون المسؤولية عن "تبعات خطواتهم المتطرفة".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، إن "النظام البحريني، وبهذه الخطوة الطائشة، قد أظهر مرة أخرى أنه لا يبحث عن حل سلمي، وفتح طريق لإنهاء الأزمة البحرينية، بل إنه يصر دوما على اتباع الحل الأمني والقمعي وأعمال القتل الوحشية للمحتجين العزل".

بدورها، قالت منظمة العفو الدولية، إن عمليات الإعدام تلك نفذت "بعد محاكمة غير عادلة ورغم قول هؤلاء الرجال بتعرضهم للتعذيب أثناء احتجازهم".

المصدر: وكالات

رفعت سليمان

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا