وجاء في بيان شديد اللهجة أصدره بنكيران مساء الأحد 08/01/2017 أن "الكلام مع عزيز أخنوش رئيس حزب التجمع وامحند لعنصر الأمين العام لحزب الحركة الشعبية؛ حول مشاورات تشكيل الحكومة قد انتهى".
واعتبر بنكيران أن عزيز أخنوش "ليس في وضع يمكنه من الرد بشكل مباشر" حول موقف حزبه من المشاركة في التشكيلة الحكومية القادمة، مؤكدا أن أخنوش وعده بالرد خلال اليومين الماضيين لكنه لم يفعل.
ودخلت مفاوضات تشكيل الحكومة المغربية مأزقا كبيرا بعد حرب التصريحات الأخيرة بين بنكيران وأخنوش. فقد طلب بنكيران من أخنوش الرد عليه بشأن مشاركة حزبه في الحكومة بعد قرار اتخذه بنكيران بحصر المشاورات في أحزاب الأغلبية السابقة، لكن أخنوش فضل الرد ببيان مشترك مع أحزاب الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي يدعو إلى فتح باب التشاور أمام كافة الأحزاب من أجل بناء تحالف قوي ومتماسك قائم على معايير الكفاءة والقدرة على تنفيذ البرامج الحكومية.
ويشير البيان المشترك للأحزاب الأربعة إلى إصرار حزب التجمع على شرط إشراك حليفيه الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي في الحكومة.
وانتقد رئيس الحكومة المكلف لجوء عزيز أخنوش إلى التحالف مع هذه الأحزاب وربط موقف حزبه بمواقفها؛ قائلا "لقد فضل عزيز أخنوش الرد عبر بيان خطه مع أحزاب أخرى" بينها حزبان غير معنيان بمشاورات تشكيل الحكومة.
وكان حزب العدالة والتنمية قد تبنى مقترحا قدمه بنكيران يقضي بحصر المشاورات الحكومية في الأحزاب التي كانت تشكل الائتلاف الحاكم قبل الانتخابات، وهو ما يعني عمليا استبعاد حزبي الاتحاد الدستوري والاتحاد الاشتراكي حليفيْ حزب التجمع.
وبإعلان بنكيران إغلاق باب التفاوض مع حزبي التجمع والحركة الشعبية تتلاشى آمال تشكيل الحكومة في الوقت الراهن. ويرى الكاتب بلال التليدي أن قرار بنكيران هو رد صارم على ابتزازات الأحزاب الأربعة ومحاولتها لي ذراع بنكيران بفرض شروط سياسية منافية لنتائج الانتخابات.
واعتبر التليدي أن بيان بنكيران يضع الأحزاب أمام مسؤولياتها ووضَع السياسة في المغرب أمام اختبار حقيقي. بالمقابل يعتقد المحامي صبري الحو أن بنكيران يسعى وراء إيقاف المشاورات مع التجمع والحركة الشعبية لتحقيق هدفين أساسيين:
الأول: داخلي يتمثل في كسب تعاطف أعضاء حزبه وإعادة ثقتهم فيه عبر إشعارهم بأنه يتعرض للابتزاز.
والثاني: يتمثل في استعمال ثقة حزبه من أجل توجيه رسالة إلى الدولة مفادها أن حزبه يرفض التحكم في الأحزاب وخياراتها؛ انطلاقا من اعتقاد بنكيران أن هناك جهات نافذة تضغط على الأحزاب كي ترفض في ائتلافه الحكومي.
أيا يكن؛ فإن القرارين اللذين اتخذهما بنكيران خلال الأيام الماضية بشأن حصر المشاورات في أحزاب الأغلبية السابقة ووقف المشاورات مع التجمع والحركة الشعبية؛ أدخلا مفاوضات تشكيل الحكومة في نفق مظلم قد ينتهي بتسليم بنكيران الأمور إلى الملك خاصة في ظل إصرار الأحزاب الأربعة على الإبقاء على باب المشاورات مفتوحا أمام الجميع.
سيد المختار