وفي حديث أدلى به لوسائل الإعلام عقب صياغة حكومة بلاده في الـ4 من كانون الثاني/يناير، أكد ميليشكانو أن الوحدة بين بلاده ومولدوفا لن تتحقق إلا في إطار الاتحاد الأوروبي وبعد التحاق الأخيرة بهذا الاتحاد.
وأعرب الوزير الروماني في هذه المناسبة عن دعم بلاده التام "لنهج مولدوفا الساعية للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي" وعن استعداد بلاده كذلك لتقديم الدعم المالي لها بما يخدم تسهيل التحاقها بالاتحاد الأوروبي.
كما شدد على ضرورة أن "يلمس مواطنو مولدوفا تمسك رومانيا بتطوير العلاقات مع جمهوريتهم وسعيها وراء تحسين مستوى معيشتهم عبر مد الجسور مع بلادهم وربطها بشبكات الكهرباء والغاز الرومانية وغير ذلك".
وعلى صعيد التسوية في جمهورية بريدنيستروفيه المعلنة من جانب واحد بعد انفصالها عن مولدوفا في أعقاب زوال الاتحاد السوفيتي، ذكّر ميليشكانو بانسحاب بلاده من مفاوضات التسوية في بريدنيسترفيه التي ترعاها روسيا وأوكرانيا ومولدوفا.
وتابع يقول: "على بلادنا أن تؤثر في سبل تحقيق التسوية في بريدنيستروفيه ضمن إطار الاتحاد الأوروبي، كما يتوجب عليها أن تفعل كل ما في وسعها من أجل إسماع صوتها وأفكارها بما يخدم التسوية هناك".
وفي معرض التعليق على سياسة بلاده الخارجية، أكد الوزير الروماني على أن في مقدمة أولوياته في إطار مهام منصبه الجديد، تطوير العلاقات بين رومانيا وبلدان جوارها وفي مقدمتها المجر، وذلك نظرا لأن هذه العلاقات "ليست على أفضل حال"، حتى أن البحر الأسود لم يعد جارا لرومانيا خلافا للقول الروماني المأثور الذي يعتبر البحر الأسود أفضل جار للرومانيين.
تجدر الإشارة إلى أن الرئيس المولدوفي إيغور دودون، كان قد كشف عقب فوزه في انتخابات الرئاسة في بلاده في الـ14 من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن أن العاصمة الروسية موسكو سوف تكون المحطة الأولى بين زياراته إلى خارج البلاد، وتعهد بأن يكون رئيسا لجميع المولدوفيين بغض النظر عمّا إذا كانوا يساريين أو يمينيين لينسحب ذلك على الموالين والمعارضين له.
ويرى المراقبون أن الرئيس المولدوفي المنتخب قد وضع بإعلانه هذا النقاط على الحروف تجاه جملة من الاتفاقات السياسية والتجارية التي أبرمتها كيشينيوف مع الاتحاد الأوروبي سنة 2014 وأضرت بالعلاقات المولدوفية الروسية، ويشد على يد الحزب الاشتراكي المنتمي إليه والمنادي بإلغاء هذه الاتفاقات والعمل على الانضمام إلى الفضاء الاقتصادي الأوراسي الذي أطلقته موسكو في نطاق الاتحاد السوفيتي السابق وتسعى إلى توسيعه ليمتد من غرب أوروبا حتى الشرق الأقصى الروسي.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من جهته، سارع إلى تهنئة دودون بفوزه في انتخابات الرئاسة المولدوفية ودعاه لزيارة موسكو مشيرا إلى أن فوزه جاء تعبيرا عن تأييد الناخبين للنهج الذي اختاره، وأعرب عن تمسك روسيا بالحوار البناء والعمل المشترك والمكثف مع مولدوفا لتطوير العلاقات بين موسكو وكيشينيوف، متمنيا لدودون التوفيق والنجاح في منصبه الجديد.
يذكر أن مولدوفا عايشت حتى انتخاباتها الرئاسية المباشرة الأولى في عشرين عاما، مرحلة من التخبط تقاذفتها فيها قوى منادية بالتكامل مع روسيا، وأخرى مع الغرب وأوروبا الأمر الذي منع البرلمانيين من الإجماع على نهج أو مسار يوحدهم ويخرج البلاد من أزمة السلطة المزمنة فيها.
المصدر: RT
صفوان أبو حلا