وإن يكن هناك من يؤيد خطوة الرئيس المنتهية صلاحياته، إلا أن البعض الآخر ينتقدها بشدة، على أن الشعور بالحيرة هو السائد لدى مستخدمي شبكة التواصل الاجتماعي. كما ثمة أسئلة كثيرة يطرحها المواطنون الأمريكيون لأوباما على خلفية قراره.
"أسوأ الرؤساء الأمريكيين"
وأكثر من مستخدم يتساءل عن أسباب سعي أوباما إلى تصعيد التوتر بين موسكو وواشنطن.
كريستوفر كوليمان: "لماذا يريد أوباما الحرب؟ أوباما يفضل العقوبات ضد روسيا".
فيما يرى Jackie #ImWithHer أن خطوة أوباما تفتح الطريق أمام مجهول خطير، فيقول: "إذن فرضنا العقوبات ضد روسيا على خلفية تدخلها (في الانتخابات الأمريكية). فماذا بعد؟ في الحقيقة، لم نغير شيئا فيما حصل لنا، سوى أننا فتحنا وكر الدبابير".
أما لو دوبس، الصحفي في قناة "فوكس" الأمريكية، فيعتبر أن فرض العقوبات الإضافية ضد موسكو، وتحديدا ترحيل 35 دبلوماسيا روسيا من الولايات المتحدة يجعل أوباما يغادر الساحة السياسية بطريقة "مجنونة".
وبعد ساعات من نشره هذه الملاحظة، طلب دوبس من مستخدمي "شبكة تويتر" أن يجيبوا عن سؤال: "هل هناك رئيس عمل أكثر من الرئيس أوباما لتشجيع أعدائنا؟".
وشارك في الاستطلاع حوالي 7 آلاف شخص، رأى 94 في المئة منهم أن أوباما أكثر الرؤساء الأمريكيين حبا للحرب.
بينما عبر KSN، أحد المشاركين في الاستطلاع، في تغريدته، عن استغرابه لبقاء شعبية براك أوباما على هذا المستوى المرتفع نسبيا، معتبرا أنه "أسوأ رئيس" في تاريخ البلاد.
وكثيرون يرفضون فهم مغزى سياسة العقوبات، أما فرضها ضد روسيا على أساس اتهامات فارغة فيبدو لهم خطوة مضحكة.
وبحسب Anonym Tipster، فإن "عقوبات أوباما ضد روسيا سخيفة للغاية وبطلانها واضح وتمثل في الوقت نفسه هجمة خطيرة ضد الإنسانية".
ويأمل مستخدمون أمريكيون لشبكة "تويتر" في أن روسيا لن ترد على الاستفزازات ولن تسمح باندلاع صراع، ومنهم NeuroEd الذي كتب: "آمل ألا يبتلع بوتين هذا الطعم، فقد سعى باراك أوباما ومنظمات حقوقية شتى جاهدين من أجل جعل روسيا نقطة ساخنة (على خلفية النزاع في أوكرانيا)، وها هو فرض عقوبات قبل مغادرة (الإدارة الأمريكية) البيت الأبيض بثلاثة أسابيع".
مرارة الهزيمة
ومن الأمريكيين من رأى في خطوة أوباما عدم رغبته في قبول هزيمته، كالمستخدم الذي غرد على حسابه: "ليست روسيا صديقة للولايات المتحدة، لكن لا يجوز فرض عقوبات بسبب مزاعم كاذبة حول التدخل في الانتخابات، لاسيما أن الدافع هو كبرياء مجروحة".
أما Tracy Warren فاعتبر أن قيام أوباما بفرض العقوبات ضد روسيا يريد جعل تولي الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، صلاحياته في غاية الصعوبة، مشبها سلوكه بسلوك طفل مدلل: "العقوبات ضد روسيا؟ أوباما يجعل وصول ترامب إلى الحكم أمرا أصعب ما يمكن! أوباما طفل مدلل غاضب".
وضع العصا في عجلة ترامب
كما هناك من لا يرى في خطوة أوباما غير رغبته في تعقيد حياة ترامب، دون أن تكون وراءها تصرفات روسيا إطلاقا، ومنهم Sean الذي كتب: "أعتقد أنها كانت خطوة استراتيجية لوضع ترامب في موضع يمكن فيه اختبار ما إذا كان تمسكه بالمصالح الأمريكية يتجاوز تعاطفه مع روسيا"، مضيفا: "لا أفهم أصلا لماذا جهد أوباما لفرض العقوبات ضد روسيا إذا كان ترامب يخطط لرفعها في كل حال من الأحوال؟".
وحتى من مؤيدي سياسة العقوبات من لا يرى أي جدوى منها الآن، كالمستخدم المدعو Rastakhiz الذي يغرد: "يسعدني فرض العقوبات ضد روسيا، لكنني لا أرى معنى لها في الظروف الراهنة لأنها تأتي متأخرة بعض الشيء".
كما هناك أمريكيون فضلوا عدم التعليق على الخبر إنما انضموا إلى رأي السفارة الروسية في لندن عبر إعادة تغريدتها القائلة: "الرئيس أوباما، يعود إلى أزمنة الحرب الباردة، ويرحّل 35 دبلوماسيا.. سيسعدنا رحيل هذه الإدارة الفاشلة، مثلنا مثل الجميع".
المصدر: RT
قدري يوسف