مباشر

إلغاء التصويت على بناء مستوطنات جديدة في القدس تغير في سياسة إسرائيل أم تكتيك مؤقت؟

تابعوا RT على
أجلت البلدية الإسرائيلية في القدس التصديق على بناء 490 وحدة استيطانية في المدينة، وذلك تزامنا مع إعلان جون كيري عن نيته إحياء عملية التسوية بين الفلسطينيين والإسرائيليين من جديد.

فما خطورة الوحدات الاستيطانية الجديدة؟ وهل تأجيلها مؤقت؟ وماذا سيترتب على استئنافها فيما بعد؟ وما علاقة ذلك بتصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري؟ وهل ستلتزم إسرائيل بقرار مجلس الأمن أم ستعانده؟

الخبير في شؤون الاستيطان سهيل خليلية بيَّن لـRT  أن الوحدات الاستيطانية التي تم تجميد البناء فيها تعد إحدى أخطر الخطوات في تكثيف الاستيطان في القدس، وخاصة أن الهدف منها الربط بين مستوطنتي رامات ورامات شلومو.

ولفت خليلية إلى أن الوحدات الاستيطانية المقرر بناؤها هي جزء من مخططات استيطانية كبيرة أقرتها الحكومة الإسرائيلية عام 2011 وتمر على عدة مراحل، حيث تتضمن بناء 1370 وحدة استيطانية في مستوطنة رامات، و1600 وحدة أخرى في مستوطنة رامات شلومو، مؤكدا أن هذه المخططات الاستيطانية ستربط المستوطنات فيما بينها وبين مستوطنة رامات أشكول.

وأوضح خليلة أن بناء 490 وحدة استيطانية سيكون أكبر مخطط استيطاني شمال-غرب القدس، وسيُحدث تغييرا ديمغرافيا وجغرافيا كبيرا في المدينة، ولا سيما أن عدد المستوطنين سيرتفع بين 60 - 80 ألف مستوطن خلال السنوات الثلاث المقبلة.

وأكد أن المخطط الاستيطاني المقرر تنفيذه سيلتقي مع مخطط استيطاني آخر سيقام على أنقاض قرية لفتا المهجرة عام 1948، وسيهدف إلى إعادة رسم وتعريف حدود الخط الأخضر من جديد، وذلك عبر ربط المستوطنات المقامة بالضفة الغربية، بتلك المقامة في إسرائيل.

وأشار خليلة إلى أن إسرائيل وإن استجابت لقرار مجلس الأمن بوقف الاستيطان، وجمدت البناء الاستيطاني الآن، فهي ستوقفه في الضفة الغربية ولن توقفه في القدس: "قرار مجلس الأمن سيقدم للسلطة الفلسطينية فرصة التحرك قانونيا وملاحقة كل من له علاقة بالاستيطان من مقاولين وشركات".

من جانبه، أوضح المحلل السياسي عبد المجيد سويلم لـ RT أن تأجيل بلدية القدس الإسرائيلية التصديق على بناء الوحدات الاستيطانية يأتي انصياعا للقرار الصادر عن مجلس الأمن، وخاصة أن الأوساط القانونية الإسرائيلية أصبحت ترفع صوتها محذرة حكومتها من الاستمرار في الاستيطان، ما سيوقعها تحت طائلة العقوبات.

وأضاف أن الأحزاب الإسرائيلية وخاصة اليمينة باتت تحمل حكومة نتنياهو مسؤولية تراجع إسرائيل دوليا، مؤكدا أن تجميد التصديق على الوحدات الاستيطانية جاء للحد من العزلة الدولية التي باتت تحيط بإسرائيل بشكل غير مسبوق.

وأكد سويلم أن قرار البلدية الإسرائيلية بتجميد بناء الوحدات الاستيطانية هو مؤقت، وخاصة أن الأوساط الإسرائيلية كافة تجمع على ضرورة الاستيطان، فيما يبقى الخلاف على كيف ومتى وأين.  

فيما يرى الكاتب أحمد رفيق عوض في حديثه إلى RT أن لتجميد بناء الوحدات الاستيطانية علاقة بشكل وثيق لتصريحات كيري بما يتعلق بعملية تسوية جديدة ستطرحها الإدارة الأمريكية، لافتا إلى إسرائيل الآن تخشى معاندة المجتمع الدولي، وهي الآن تحاول تحسين علاقاتها الدولية.

وبين عوض أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي لن تحمل أي شيء جديد، وستحمل نفس الأفكار التي روجت لها الإدارة الأمريكية منذ ثماني سنوات، وخاصة تلك التي تبحث في الاستيطان وحل الدولتين والاعتراف بالدولية اليهودية، إضافة إلى وقف أعمال العنف وتوفير حدود آمنة.

وقال إن الولايات المتحدة لن تسارع إلى عزل إسرائيل وحصارها، فيما سيحاول جون كيري تمرير لحكومة ترامب ما بناه باراك أوباما، ما سيشكل عقبة كبيرة أمام ترامب لن يستطيع تخطيه، وخاصة بما يتعلق بالاستيطان، مبينا أن الرؤية الأمريكية لدفع عملية التسوية في المكان ستقدم إلى مؤتمر باريس. 

شذى حماد

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا