واستنتج الخبراء أن "الأسباب" التي فسر بها الكثيرون، فوز ترامب في الانتخابات، لم يكن لها، في حقيقة الأمر، أي تأثير تقريبا على النتيجة.
وكان ترامب قد فاز في معظم الولايات الأمريكية خلال الانتخابات التي جرت يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني، على الرغم من نتائج استطلاعات الآراء التي كانت تتنبأ بفوز منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وحلل خبراء "مينتشينكو كونسالتينغ" البيانات الموجودة في مصادر مفتوحة بشأن الحملات الانتخابية في الولايات المتحدة بدءا من عام 2012، واستنتجوا أن الصعوبة الأساسية فيما يخص تحليل الانتخابات الأخيرة، تكمن في عدد هائل من الشائعات الكاذبة المتعلقة بها، بما في ذلك الشائعات التي كان المرشحان ينشرانها بنفسيهما.
نسبة الحضور المتدنية
من "الخرافات" التي دحضها الخبراء، المزاعم حول نسبة المشاركة المنخفضة في الانتخابات، واستفادة ترامب من هذه النزعة.
ونقل التقرير عن الخبير مايكل ماكدونالد، الأستاذ في جامعة فلوريدا، تحليلا له أشار إلى أن نسبة الحضور في انتخابات عام 2016، تجاوزت 59% من الناخبين المسجلين، وهو مؤشر يتناسب مع نسبة الحضور خلال السنوات الماضية. وعلى سبيل المثال، بلغت نسبة الحضور خلال انتخابات عام 2012، 58.6% وفي عام 2000 – 55.3%.
كما شكك الخبراء في أن يكون لنسبة الحضور أي تأثير على نجاح ترامب. ولفتوا إلى أن ترامب حقق انتصارا ثابتا في بعض الولايات حيث كانت نسبة الحضور أكبر من المعدل، وفي ولايات أخرى، حيث كانت نسبة المشاركة متدنية، حافظت هيلاري كلينتون على زعامتها رغم كل شيء.
حسب البيانات المتوفرة، لم تختلف نسبة المشاركة بين الأمريكيين السود، كثيرا، عن نسبة الحضور المماثلة في الانتخابات السابقة.
وجاء في التقرير: " مشكلة كلينتون كانت تكمن ليس في تراجع نسبة مشاركة الأمريكيين السود، بل في كون حصتها من أصواتهم، أقل بنسبة 7% بالمقارنة مع نتيجة أوباما عام 2012، كما أنها فقدت 8% من أصوت الأمريكيين من أصول لاتينية".
الهاكز الروس
لفت الخبراء إلى أن نتائج إعادة فرز الأصوات وكافة التحقيقات التي أجريت في الأمر، لم تكشف حتى الآن، أي اثر للتدخل من قبل "قراصنة إنترنت" في الانتخابات.
وذكّر التقرير بأن الحديث دار، بالدرجة الأولى، عن "التدخلات" في الاقتراع بولاية ويسكونسن. لكن عمليات إعادة فرز الأصوات، أكدت صحة النتيجة الأولية، وأكدت عدم تدخل أي أطراف في عمل آليات فرز الأصوات.
وفي هذا السياق، أشار الخبراء إلى تسجيل محاولة اختراق لقاعدة بيانات متعلقة بالانتخابات في ولاية جورجيا، من قبل وزارة الأمن الداخلي الأمريكية.
سلاح ترامب السري
وصف التقرير مزاعم قناة "CNN" الأمريكية حول "أسلحة ترامب السرية"، بأنها "مبالغ فيها".
ويدور الحديث عن شركة " Cambridge Analytica" المسجلة في لندن. وسبق لـ "CNN" أن ادعت بأن هذه الشركة تلقت من ترامب مبلغا قدره أكثر من 5 ملايين دولار، مقابل الترويج وإقناع الناخبين بالتصويت لصالح المرشح الجمهوري.
ويقوم محللو هذه الشركة بجمع معلومات شخصية حول الناخبين، ومن ثم يعرضون عليهم دعاية سياسية بصيغة تتناسب مع "الصورة النفسية" لكل ناخب. ويتم جمع البيانات الضرورية في شبكات التواصل الاجتماعي، حيث تعرض الشركة على المستخدمين المشاركة في مختلف المسابقات والاختبارات.
وأكد تقرير "مينتشينكو كونسالتينغ" أن هذه الشركة اللندنية لعبت دورا مهما في تنظيم حملة ترامب الإلكترونية، لكنه لفت إلى أن الملياردير بدأ التعاون مع " Cambridge Analytica" في المراحل النهائية من حملته الانتخابية فقط.
وجاء في التقرير أن الجمهوري ترامب، لم يبدأ بالإنفاق على عمليات الترويج في شبكات التواصل الاجتماعي، إلا في منتصف الصيف الماضي، بينما كانت حملة كلينتون تدفع أموالا هائلة مقابل مثل هذه الأنشطة الترويجية في منذ بداية السباق.
الأنباء الكاذبة
أصر الخبراء على أنه لا يجوز ربط انتصار ترامب بلجوء فريقه إلى نشر "أنباء كاذبة".
فعلا، كان ترامب وفريقه يختلقون أنباء كاذبة كثيرة خلال السباق الانتخابي، لكن حملة كلينتون لم تتخلف عنه في هذا المجال. وفي هذا السياق، أشار المحللون إلى تصريحات كلينتون عن نجاتها من "رصاص القناصة" في البوسنة، وادعائها بأن جدتها كانت من المهاجرين، وتصريحات كثيرة أخرى.
وشدد التقرير على أن الأنباء الكاذبة ليست شيئا جديدا في الحملات الانتخابية الأمريكية، بل سبق لها أن اُستخدمت بكثافة خلال الانتخابات الماضية.
تحقيقات "FBI"
جاء في التقرير أن نتائج استطلاعات الآراء قبل الانتخابات الأمريكية، لم تظهر أي تأثير لتصريحات مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI) جيمس كومي حول إعادة فتح التحقيقات مع كلينتون ومن ثم عن إغلاق التحقيق مرة أخرى، على مستويات شعبية المرشحة الديمقراطية.
وكانت كلينتون نفسها قد اعتبرت أن هناك سببين رئيسيين وراء خسارتها، أولهما هو تحقيق FBI في قضية استخدامها لبريد إلكتروني شخصي أثناء شغلها منصب وزيرة الخارجية.،وأصرت على أن السبب الثاني هو سعي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمنع فوزها بأي طرق.
المصدر: نوفوستي
أوكسانا شفانديوك