وتقول قوات البنيان المرصوص إن إدارة مكافحة الجريمة والهلال الأحمر الليبيين تمكنا من انتشال مئات الجثث من داخل حي الجيزة البحرية، آخر أحياء سرت المحررة.
وتعود بعض الجثث إلى مدنيين كان التنظيم الإرهابي يحاصرهم ويستخدمهم دروعا بشرية؛ فيما يعود بعضٌ آخر إلى مسلحي "داعش"، الذين سقطوا إبان المعارك الطاحنة لاستعادة المدينة. وتقدر قوات البنيان المرصوص عدد قتلى التنظيم في الجيزة البحرية بالعشرات. كما أكدت إلقاءها القبض على عدد من مقاتلي التنظيم المصابين ممن كانوا يختبئون داخل الحي.
وبالموازاة مع ذلك، تقوم وحدات من الهندسة العسكرية بتمشيط شوارع المدينة لنزع الألغام، وإبطال مفعول العبوات المتفجرة التي زرعها التنظيم أمام مقاتلي الحكومة.
وقد عَين قائد غرفة عمليات تحرير سرت العميد بشير القاضي حاكما عسكريا لمدينة سرت هو العميد أحمد أبو شحمة، وفقا لوسائل إعلام محلية. وصرح العميد أبو شحمة بأنه قدم مقترحات إلى المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، تتضمن تشكيل قوات خاصة لحماية سرت وسكانها، في ظل مخاوف من احتمال شن التنظيمات الإرهابية هجمات مضادة.
ولم تسمح السلطات الليبية حتى الآن للعائلات بالعودة إلى جميع أحياء سرت؛ حيث لا تزال المدينة مسرحا لعمليات التمشيط. ودعا الحاكم العسكري لسرت سكانها إلى عدم التسرع والعودة إلى منازلهم إلا بعد إذن من السلطات.
تحريرطرابلس
وبينما تم الإعلان عن تحرير مدينة سرت بالكامل من تنظيم داعش؛ لا تزال العاصمة طرابلس تعيش على وقع صدامات عنيفة بين مجموعات مسلحة تتبع للفصائل المتنازعة.
ويشكو سكان المدينة من تكرار المواجهات المسلحة في أحيائهم؛ التي تفرض إغلاق الطرق ونشر آليات عسكرية في الشوارع الرئيسة.
ويبدو أن الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر لم يتخل بعد عن فكرة تحرير العاصمة طرابلس. فقد صرح المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد المسماري بأن الجيش بات قريبا من السيطرة على طرابلس التي فقد السيطرة عليها منذ نحو عامين.
ولم يعط المتحدث باسم الجيش الليبي أي توضيح واكتفى بالقول إن الجيش لا يهدد بل يتقدم فعلا على الأرض.
ولا يستبعد مراقبون أن يستغل الجيش الليبي تحرير مدينة سرت للتقدم غربا نحو العاصمة عبر الطريق الساحلي الذي يربط شرق ليبيا بغربها، حيث أعطى المشير حفتر تعليماته للجيش بالاستعداد لتحرير العاصمة طرابلس.
وقال العقيد أحمد المسماري إن طرابلس يجب أن تتخلص من العصابات الإجرامية التي تقتل وتغتصب؛ مشيرا إلى حادثة اغتصاب سيدة بينما كانت محتجزة لدى إحدى المليشيات المسلحة، حيث تم نشر لقطات مصورة للاعتداء عليها.
تطابقالمواقف
إلى ذلك؛ يستمر الحراك الدبلوماسي الدولي بحثا عن مخرج للوضع المتأزم في ليبيا.
وقد ناقش الرئيسان التونسي الباجي قايد السبسي والجزائري عبد العزيز بوتفليقة الأزمة الليبية خلال زيارة أداها السبسي للجزائر العاصمة.
وتتحدث أوساط دبلوماسية عن تقارب كبير بين الموقفين التونسي والجزائري من الأزمة الليبية، جعل البلدين يكثفان جهودهما المشتركة من أجل جمع أطراف النزاع على طاولة الحوار.
ويسعى الطرفان لضم القاهرة إلى محور يجمع دول الجوار العربي لليبيا بحثا عن حلول توافقية خاصة في ظل التقارب الأخير بين الجزائر ومصر.
وقد استضافت القاهرة مؤخرا اجتماعا لعدد من الشخصيات الفاعلة في المشهد الليبي بحثا عن نقاط الخلاف الجوهرية التي ينبغي حلها في العاجل، وأطلعت الخارجية المصرية المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر على نتائج اللقاء خلال زيارة قام بها الخميس 15/12/2016 إلى العاصمة المصرية.
وفي سياق متصل، دعا وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أطراف النزاع الليبي إلى تجنب التهديد باستخدام القوة العسكرية والاحتكام للحوار والمصالحة من أجل إنقاذ البلاد.
وجدد جونسون موقف بلاده الداعم لحكومة الوفاق الوطني؛ داعيا إلى التمسك باتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة أساسا للحل.
سيد المختار