وقال بوتين في مستهل مباحثاته مع رئيس الحكومة اليابانية شينزو آبي في مدينة ناغاتو اليابانية، وهي مسقط رأس آبي، يوم الخميس 15 ديسمبر/كانون الأول، "بفضل جهودكم نشهد تطورا معينا في العلاقات الروسية اليابانية، نأمل مع زملائي في أن تساهم لقاءاتنا اليوم وغدا بقسط كبير في تطوير العلاقات الروسية اليابانية".
ومن المتوقع أن يبحث الرئيس الروسي خلال زيارته إلى اليابان الخميس والجمعة، وهي ثالث زيارة له لهذا البلد في منصب الرئيس، التعاون الثنائي وجزر الكوريل وآفاق توقيع معاهدة سلام بين البلدين والوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وقد التقى الزعيمان الروسي والياباني هذا العام ثلاث مرات – في سوتشي الروسية في مايو/أيار، وفي فلاديفوستوك الروسية في سبتمبر/أيلول، وفي ليما على هامش قمة التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ في نوفمبر/تشرين الثاني.
وأكد يوري أوشاكوف مساعد الرئيس الروسي في وقت سابق أهمية دعوة رئيس الوزراء الياباني لاستقبال بوتين في مدينة ناغاتو، وهي مسقط رأس شينزو آبي، مشيرا إلى أنها خطوة غير مسبوقة من قبل رئيس الحكومة اليابانية حيال ضيف أجنبي رفيع المستوى.
يذكر في هذا السياق أن موسكو تؤكد على أهمية بناء علاقات الثقة والتعاون بين البلدين من أجل حل قضية معاهدة السلام بينهما، مشيرة إلى أن التبادل التجاري بين البلدين انخفض في الأشهر التسعة الأولى من هذا العام بنسبة 28% بسبب انخفاض أسعار المواد الخام والعملات وفرض العقوبات على روسيا.
ومن المتوقع أن يبحث بوتين وآبي أيضا أبرز قضايا الأجندة الدولية، بينها الوضع في شبه الجزيرة الكورية.
وبشأن قضية الكوريل المتنازع عليها بين البلدين أعلن الرئيس الروسي قبيل زيارته لوسائل الإعلام اليابانية إن موسكو تسعى إلى حل هذه القضية وتوقيع معاهدة السلام بين البلدين، لكن ذلك ليس على حساب مصالحها، داعيا إلى إيجاد حل وسط، وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن التوصل إلى اتفاق.
ولا تزال جزر الكوريل الجنوبية، موضوع جدل طويل الأمد بين روسيا واليابان، نتيجة مطالبة طوكيو بالجزر الجنوبية، وهي إيتوروب وكوناشير وشيكوتان وهابوماي، وتشترط إعادتها إليها مقابل توقيعها على معاهدة السلام مع روسيا التي لم توقع حتى الآن منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، فيما يتمثل موقف موسكو بأن جزر الكوريل أصبحت جزءاً من الاتحاد السوفيتي السابق، بنتيجة الحرب العالمية الثانية، والسيادة الروسية عليها مثبتة ضمن القانوني الدولي، ولا يمكن التشكيك فيها.
واعتبر بوتين عدم توصل البلدين حتى الآن إلى معاهدة السلام مفارقة تاريخية تحد من فرص تطوير التعاون بين البلدين.
وتحدث الرئيس الروسي عن إمكانية تطوير التعاون الاقتصادي الروسي الياباني في جزر الكوريل الأربع الجنوبية، رافضا في ذات الوقت إمكانية الإعتراف بسيادة اليابان على هذه الجزر.
ومن المنتظر أن يوقع الجانبان الروسي والياباني خلال الزيارة على حوالي 10 وثائق حكومية، وكذلك على 12 أو 15 اتفاقية تجارية، إضافة إلى نحو 50 وثيقة أخرى على مستوى قطاع الأعمال.
المصدر: وكالات
ياسين المصري