مباشر

محكمة هولندية تسلم أوكرانيا ذهب القرم الأسطوري!

تابعوا RT على
قضت محكمة هولندية بتسليم أوكرانيا مجموعة من القطع الذهبية الأثرية الفريدة من القرم، سبق للسلطات الهولندية أن صادرتها أثناء عرضها في أحد متاحف البلاد.

وكان الخلاف حول تبعية مجموعة القطع الفريدة المعروفة باسم "ذهب السكيث"، قد أصبح من وجوه أزمة التي خرجت في مارس/آذار عام 2014، من قوام أوكرانيا وانضمت إلى روسيا. وعقابا لهذا القرار، الذي اتخذه سكان القرم خلال استفتاء شعبي، قطعت كييف عنهم الكهرباء وتوريدات الغذاء، فيما استهدفهم الاتحاد الأوروبي، بعقوبات مختلفة بينها منعهم من زيارة الدول الأوروبية.

وكانت من هذه العقوبات استجابة السلطات الهولندية على طلب الحكومة الأوكرانية، وفرضها الحجز على مجموعة قطع أثرية ذهبية كانت أثناء نشوب أزمة القرم، معروضة في متحف ألارد بيرسون في أمستردام.

بعد انضمام شبه جزيرة القرم لروسيا، أصبحت كافة ممتلكات الدولة في أراضيها ملكا للدولة الروسية تلقائيا. أما الاتحاد الأوروبي لا يعترف بتبعية القرم لروسيا، ومن الطبيعي له أن تعتبر ممتلكات القرم ملكا لأوكرانيا. لكن من وجهة النظر القانونية، تعتبر القطع الأثرية ملكا لعدة متاحف في القرم، ولا يمكن إنكار هذا الأمر.

وبقي القضاء الهولندي عاجزا عن تسوية هذه القضية القانونية، حتى سلمت كييف في أوائل الشهر الجاري الانتربول قرارا جديدا بحجز القطع الأثرية وتسليمها لها باعتبارها "إرثا وطنيا أوكرانيا".

وفي قرارها الأخيرة، أكدت محكمة أمستردام عجزها عن اتخاذ قرار بشأن تبعية القطع. وتابعت قائلة: "أعلن الطرفان عن حقوقهما المشروعة في القطع. لكن حسب القانون، يجب أن تدرس هذه المسألة محكمة أوكرانية بعد إعادة المجموعة إلى أوكرانيا".

وفي الوقت نفسه، أكدت المحكمة أن القطع ستبقى في الأراضي الهولندية لمدة 3 أشهر على الأقل، وهو الموعد المنصوص عليه في القانون لتقديم الطعن. وأعلنت متاحف القرم فورا أنها تستعد للطعن في قرار المحكمة الأخير.

وتضم مجموعة "ذهب السكيث" التي تم العثور عليها في أراضي القرم خلال حفريات أثرية، أكثر من 500 قطعة، تبلغ قيمتها المؤمنة 1.5 مليون يورو.

لكن قيمة القطع التاريخية والفنية، فلا يمكن قياسها بالمال، وهي تعد من أبرز ما تبقى من حضارة شعب السكيث، الذي أصبح أسطورة في الوجدان الشعبي الروسي، إذ يعتبره الكثيرون من أسلاف الشعب الروس المعاصر، ولو كان ذلك خطأ تاريخيا.

يذكر أن المصادر الأساسية لدراسة تاريخ السكيث هي نتائج الحفريات وكتب هيرودوت. وأسس هذا الشعب، الذي جاء في الشاطئ الشمالي للبحر الأسود في القرن السابع قبل الميلاد، دولة عشائرية قوية، امتدت في الفترة بين القرنين السابع والخامس قبل الميلاد، في وسط وجنوب وادي نهر دنيبر ومناطق الدون السفلى ونهر كوبان وجبه جزيرة تامان.

وكان شعب السكيث يضم قبائل مختلفة، بعضهم رعاة رحل، وبعضهم مزارعون. وفي الفترة بين القرنين الخامس والثالث قبل الميلاد كان السكيث العنصر الأساسي في دولة قوية صدت هجمات جيوش الفرس ومقدونيا، وكانت عاصمتها على نهر دنيبر.

وربطت علاقات تجارة وثيقة بين دولة السكيث والمستعمرات اليونانية. وفي المقابر السكيثية وجد علماء الآثار قطع مختلفة صنعت بمهارة وتشير إلى ثقافة عالية المستوى تميزت بها دولة السكيث.

 وحسب الدراسات العلمية، كان السكيث ينتمون الى الجنس القوقازي ويتكلمون لغة من مجموعة اللغات الإيرانية. ويعتبر الشعب الأوسيتي الأقرب الى السكيث من حيث اللغة، من الشعوب المعاصرة.

المصدر: وكالات

أوكسانا شفانديوك

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا