وعلى ما يبدو فإن الجميع يتفق على ضرورة اعتماد هذه التقنية، كما أن جميع السياسيين يشددون على الحاجة إلى تجديد البنية التحتية للمواصلات قبل أن تنهار جراء الإهمال.
ويبدو أن المطارات تحتل مكانة متقدمة في قائمة تلك المواصلات، حيث سبق للرئيس المنتخب دونالد ترامب، ونائب الرئيس الحالي جو بايدن، أن شبّها مطار لاجوارديا في نيويورك بـ"العالم الثالث" من حيث معاييره الخدمية الرديئة.
ولنضع في اعتبارنا أن ترامب وبايدن كليهما اعتاد السفر على درجة كبار الشخصيات " VIP"، لكن الركاب الذين يسافرون محليا فقط داخل الولايات المتحدة ليس لديهم أي وسيلة لمعرفة ما إذا كانت المآسي التي يلاقونها ويقبلون بها الآن باعتبارها أمرا روتينيا، مثل الصفوف الطويلة والصالات المزدحمة والفوضى عند الصعود للطائرة، هي ذاتها في جميع أنحاء العالم.
وبالنسبة لأمريكا، فإن تحسين المطارات يعد أمرا ملحا يفوق السعي للحصول على مطارات جديدة هائلة الحجم، فعوضا عن ذلك، يجب أن تُوجه الاستثمارات المخصصة للبنية التحتية نحو خطوة تغييرية في التكنولوجيا التي بإمكانها تغيير الطريقة التي تتعامل بها المطارات مع المسافرين وأمتعتهم.
"مرحبا بك في المطار الذكي"، هذا هو اسم صناعة الطيران التي يُتوقع لها أن تصبح المسار المعتمد من بداية التحقق بدخول المطار وحتى البوابة، وتتوفر هذه التكنولوجيا بالفعل في جزيرة أروبا الكاريبية الصغيرة، حيث يُعد المطار هناك أرض اختبار لتقنية تُدعى "التدفُّق السعيد Happy Flow".
إذ يجد المسافرون من جزيرة أروبا، على الخطوط الجوية الملكية الهولندية، إلى مطار سخيبول بأمستردام أنفسهم يتدفقون في سعادة بمجرد أن يمروا بتحقق الدخول حيث أنهم غير مضطرين للانضمام إلى أي صف (طابور) لإظهار البطاقة الشخصية، ولا يتوجب عليهم حمل جواز السفر أو بطاقة الصعود إلى الطائرة.
فبدلا من ذلك، يتم تتبعهم في نقاط عبر الطريق، وصولا لمقاعدهم على متن الطائرة، بالاعتماد على كاميرات التعرف على الوجوه.
ويسعى اتحاد النقل الدولي الجوي إلى توفير هذه التقنية عالميا لـ80% من المسافرين بحلول عام 2020، وتتمثل الفكرة في جلب هذا النوع من الخدمة في الخدمات التجارية والمصرفية إلى المطار، بحيث يتمكن المسافرون من الوصول إلى الطائرة مع أمتعتهم بسلاسة تامة.
ويفضّل مسؤولو اتحاد النقل الدولي الجوي مفهوم "المطار الذكي" لاعتقادهم أنه سيوفر على صناعة الطيران أكثر من 2 مليار دولار في العام الواحد، مما يعني بالتأكيد أن اعتماد هذه التكنولوجيا ستؤدي إلى الاستغناء عن دور أولئك الأشخاص الذين يقدمون الخدمات عادة.
ويُعد التعرف على الوجه العنصر الأساسي لكيفية عمل النظام، إذ يصل المسافرون مع هواتفهم الذكية المزودة ببياناتهم وحسابهم الشخصي، ولن يتطلب الأمر حتى إظهار الهاتف. ومن ثم، يتم التأكد من هويتهم بعد ذلك بواسطة كاميرا تتعرف على الوجه بالأشعة تحت الحمراء، ثم يعبرون من خلال ممر الأمن بالطريقة نفسها كما في برنامج الفحص المسبق لإدارة أمن النقل الحالي.
وتُعد هذه التقنية متطورة، فكاميرات التعرف على الوجه الحالية لديها نسبة خطأ أقل من 1 لكل 100 ألف فحص، لكن الأمر ليس بهذه المثالية حيث أن هناك ما يرعب بعض الشيء بشأن الخصوصية الشخصية للمسافرين، إذ يمكن لأجهزة الاستشعار المستخدمة في التكنولوجيا الحيوية من أجل فحص الوجه رصد الحالة الصحية للمسافر، على سبيل المثال، عبر الكشف عن درجات الحرارة المرتفعة التي قد تؤدي إلى حجز المسافر في الحجر الصحي للاشتباه في إصابته بعدوى ما.
وبمجرد تجاوز مسألة الفحص الأمني، سيتوفر للمسافر ما يسمى بـ"استدلال الطريق الرقمي" في مطار غير مألوف، وسيكون الهاتف الذكي قادرا على إخبار المسافرين بمواقعهم داخل المحطة في كل الأوقات وتوجيههم للبوابة الصحيحة.
وسيوفر المطار الذكي اعتمادا على هذه التقنية روبوتات لخدمة المسافرين ومساعدين افتراضيين، فضلا عن استبدال طاقم خطوط الطيران بروبوتات مزودة بمعلومات وقادرة على تقديم النصح حول كيفية إعادة حجز رحلة طيران تم إلغاؤها، أو إعطاء الاتجاهات لصالات الانتظار وغيرها من الخدمات.
المصدر: "ذي دايلي بيست"
فادية سنداسني