وأعلن قياديون في المعارضة السورية المسلحة أن كافة الفصائل العسكرية داخل أحياء مدينة حلب، حلت تشكيلاتها وانصهرت في جيش جديد، باسم جيش حلب، للقتال في المدينة.
وأوضح القياديون، فجر الخميس، في إعلانات منفصلة، أنّ الجيش الجديد يلغي كافة المسمّيات داخل المدينة، ويصب العناصر والسلاح في كيان واحد.
وتعرّضت المجموعات المسلّحة في شرق حلب إلى نكسات عدّة أدت إلى خسارتها نصف المساحة التي كانت تسيطر عليها هناك، وقد تواترت أنباء عن حلّ تلك الفصائل نفسها وانضوائها تحت ما سُمّي "جيش حلب" لمواجهة العمليات العسكرية التي يشنها الجيش السوري لاستعادة حلب والقضاء على المسلحين.
ونشر عديد النشطاء تغريدات على موقع التواصل الاجتماعي أفادوا من خلالها بأنه قد تم تعيين المدعو "أبو عبدالرحمن نور" مسؤولا عاما والمدعو "أبو بشير معارة" مسؤولا عسكريا للكتيبة الجديدة.
أكثر من 20 فصيلا شرق حلب
وتجمعت فصائل عدّة تقاتل شرق حلب، وقد أدى عددها الكبير مع اختلاف مرجعياتها العقائدية والإقليمية حول المعركة إلى ترهّل عسكري على الأرض، ساهم في تقهقرها أمام ضربات القوات السورية.
وتُعدُّ "جبهة فتح الشام" أو "جبهة النصرة" وأحرار الشام أبرز فصيليْن مقاتليْن في الأحياء الشرقية لحلب، بالإضافة إلى بعض الفصائل الأخرى كـ "جيش الإسلام" و"جند الشام" و "حركة نور الدين الزنكي" و"الحزب الإسلامي التركستاني" و"لواء الحق" و"فيلق الشام" و"جيش السنّة" و"جبهة أنصار الدين" و"الجبهة الشامية".
أما "الجيش الحرّ" فيشارك بعدد من فصائله وهي "الفرقة الثالثة عشر" و"الفرقة الشمالية" و"الفرقة الوسطى" و"جيش التحرير" و"جيش المجاهدين" و"جيش النصر" و"تجمّع فاستقم كما أمرت" و"فرقة السلطان مراد" و"كتائب الصفوة" و"كتائب ثوّار الشام" و"لواء صقور الجبل".
والجدير بالذكر أن الفصائل المسلحة أطلقت قبل أشهر عملية أسمتها "ملحمة حلب الكبرى" هدفت فيها لاسترجاع مناطق سبق أن استعادها الجيش السوري، إلا أن العملية باءت بالفشل، حيث تمكنت القوات السورية من استعادة عدة مناطق في حلب.
هذا وأدت الهزائم المتتالية التي مُنِيَ بها المسلّحون في حلب إلى تطور الخلافات بين الفصائل، حيث بدأ الناشطون المنتمون إلى هذه الفصائل بلوم بعضهم بعضا فضلا عن الاتهامات بالتخاذل.
ووصل التراشق بينهم على صفحات التواصل الاجتماعي إلى حدّ التخوين واللعن.
وكان للسعودي عبدالله المحيسني المسؤول في حركة "فتح الشام" حصة من الاتّهامات اللاذعة التي انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال أحدهم "الدجال المحيسني في عام 2016 جمع ملايين الدولارات ووعد بآلاف الانغماسيين لتحرير حلب ثم كذب".
من جهته أعلن الجيش السوري، أن العمليّات العسكرية ستستمر حتى السيطرة على مدينة حلب بالكامل.
وأكّدت غرفة العمليّات المشتركة التي تدير الهجوم الذي يشنه الجيش السوري أن أي محاولة من أي جهة كانت لدعم المسلّحين أو محاولة إنقاذهم سيتم الرّد عليها بقوة، في مؤشّر على أن خطة الهجوم التي أعدتها غرفة العمليات هذه قد وضعت كل الاحتمالات واستعدّت لمواجهتها
ووفق سير الأحداث، فأن مدينة حلب تتجه إلى نهاية فصل كبير من العنف والدمار الذي سيطر عليها لأعوام، وسط ترجيحات أن يشكّل الأمر مدخلا لتراجع حدّة الصراع في سوريا بشكل عام.
المصدر: وكالات + مواقع التواصل الاجتماعي
ياسين بوتيتي