مباشر

دراسة لمؤسسة PwC: ماذا سيحدث للعالم خلال الـ50 سنة المقبلة

تابعوا RT على
أعدت مؤسسة PwC دراسة عنوانها" الاتجاهات العالمية وتأثيرها على الدفاع والأمن" وذكرت فيها أن العالم سيشهد تشكل عدة اتجاهات كبرى للبشرية خلال نصف القرن المقبل.

وتتضمن الدراسة التنافس الحاد على طرق الاتصال البحري وسباق التسلح وتزايد المواجهة والحرب ضد الإرهاب وتفاقم المشكلة السكانية.

تجدر الإشارة إلى أن PwC معروفة للجمهور كمؤسسة تدقيق مالي، ولكن لديها وحدة مختصة في تقديم الخدمات الاستشارية للوكالات الحكومية والأجهزة الأمنية ولمؤسسات الصناعة الدفاعية.

والهدف الرئيس للدراسة الجديدة للشركة هو مساعدة زبنائها في صياغة استراتيجية طويلة الأمد تأخذ في الاعتبار التغيرات في الاقتصاد العالمي، والوضع الديموغرافي والظروف البيئية والتكنولوجيات.

لا شك في أن الانزياح الذي حدث في مراكز الإنتاج تعويض في آسيا يعني في المقام الأول نمو قيمة وأهمية طرق النقل ومعظمها بحرية. وستزداد بشكل حاسم جدا أهمية السيطرة على شرايين النقل البحري في العقود القادمة أكثر من أي وقت مضى. وهذا سيعني زيادة في الطلب ليس فقط على الأسلحة بل وعلى النظم المخصصة للقوات البحرية والقوات الجوية. لقد بدأ الصراع من أجل السيطرة على الطرق البحرية والمثال الساطع على ذلك ما يجري في بحر الصين الجنوبي، حيث تقوم الصين ببناء الجزر الاصطناعية للسيطرة على الحوض البحري هناك ويقوم جيرانها وبعض الدول الأخرى بشراء السلاح البحري وتحديث الأساطيل البحرية و الأسلحة والمعدات العسكرية بشكل محموم. ويتوقع التقرير أن تتحول الصين خلال الخمسين عاما المقبلة من دولة إقليمية إلى دولة عالمية وستستعرض قوتها بشكل أكثر فعالية في كل العالم.

مع حلول عام 2050 سينتقل مابين 50 إلى 70% من سكان العالم إلى المدن وهو ما سيجعل العمليات القتالية وخاصة ضد الإرهاب تنتقل إلى المدن ويؤكد صحة ذلك ما يجري في حلب والموصل. لا شك في أن زيادة الكثافة السكانية في المدن سيعرقل عمل الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة خلال التصدي للإرهاب ولذلك ستركز الجيوش خلال التدريب على القتال في المدن وسيتم تشكيل وحدات خاصة بذلك مع المعدات والآليات الحربية الملائمة. وسيطرح نفسه بشكل قوي موضوع "المناطق الرمادية" في المدن الكبرى التي عادة لا تخضع للسلطات الرسمية – كمثال يمكن ذكر الاحياء الفقيرة في مدن العالم الثالث.

وتشير الدراسة إلى تزايد اتجاه ارتفاع أعمار السكان في البلدان المتقدمة وزيادة موازية في نسبة الشباب في العالم الثالث.

في البلدان المتقدمة سيؤدي ذلك إلى انخفاض الموارد المعبئة ولذلك سيتم في الجيوش هناك التركيز ليس على الكمية بل على النوعية. وبدلا من الجيوش الجرارة ستظهر جيوش قليلة العدد ولكن مجهزة بأسلحة ذات تقنية عالية. وسيزداد الطلب على النظم العالية التكنولوجية الغالية الثمن والمعقدة - العربات المدرعة والطائرات بدون طيار - بدأت بالفعل عملية استخدامها  بشكل كبير في بعض الجيوش خاصة في الجيش الأمريكي، حيث بات استخدام الدرونات القتالية من الامور المعتادة ووصلت قيمة بعض أنظمة الأسلحة إلى عدة مئات ملايين الدولارات.

ويجب القول إن البلدان النامية – حيث لا يواكب النمو الاقتصادي وتيرة النمو السكاني، تعاني من مشكلة أخرى – النمو المتزايد لنسبة الشباب العاطل عن العمل الذي يعتبر غير مستقر اجتماعيا وهو ما يخلق بيئة مواتية للعقائد المتطرفة التي تعد بالعدالة الاجتماعية وإعادة التنظيم العالمي. لقد لوحظ هذا الأمر لبعض الوقت في العديد من الدول العربية، التي كانت أرضا خصبة للعديد من الانقلابات.

المصدر: موقع صحيفة ازفيستيا

أديب فارس

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا