وترى الدراسة أن هذه البكتيريا قد تكون هي التي تقوم "بإعادة برمجة" عقولنا على الإيمان بكيانات خارقة القوة.
جاء هذا الافتراض من جانب بعض علماء الأحياء من جامعة موسكو الحكومية.
فقد اكتشف علماء الأحياء في السنوات الاخيرة أمثلة كثيرة تدل على أن البكتيريات الطفيلية لا تستخدم الجسم الحامل لها من أجل التكاثر والنمو فقط بل وتتحكم أيضا بسلوكه بشكل مباشر. على سبيل المثال تجبر بكتيريا الولبخية Wolbachia بعض الحشرات لتتكاثر بشكل فعال، وبالتالي تضمن الانتشار لنفسها. وتقوم يرقات ذبابPlatypezoidea بدفع النحل للفرار من المناحل لتتصرف وكأنها زومبي بدون إرادة.
وأما الفطور من نوع Ophiocordyceps فتعلمت ضبط وتوجيه النمل بشكل مباشر لتجبره على الموت في نقطة محددة فوق عش النمل لكي تصيب بالعدوى أعدادا كبيرة أخرى من النمل.
ويثر الدهشة أكثر تصرف الطفيليات التي تعيش في جسم القطط المنزلية -التوكسوبلازما الاحادية الخلية- التي تستطيع تغيير سلوك الحيوان المصاب بعدواها وتتسبب بتغيرات لا رجعة فيها في الدماغ بشكل يجعل الفأر شجاعا لا يخشى منظر القطة أو رائحتها ويجعل البشر المصابين به يميلون الى الانتحار أو القيام بتصرفات غير عقلانية.
ويرى بعض البيولوجيين من جامعة موسكو أن بعض الديانات بل وربما كلها قد تكون "نتاج" نشاط ميكروبات ذات خصائص مماثلة، لتلك التي تعيش في أمعاء الإنسان أو أجزاء أخرى من الجسم. وتدل على ذلك عدة عوامل ولصالح وجودها تشير العديد من العوامل.
أولا، ليس هناك شك في أن المجهريات البشرية في الأمعاء الدقيقة تسيطر على شهيتنا، وعلى الميل إلى السمنة بل وحتى على الأذواق الغذائية، مما يؤثر على الخلايا العصبية في الأمعاء والدماغ، ويمكنها أن تنتج جزيئات إشارة في الدماغ ومختلف البروتينات التي يمكن أن تؤثر على المزاج والسلوك.
ثانيا، يعتقد الكثير من المؤرخين المعاصرين والمختصين في علم التطور اليوم أن الديانات وغيرها من أشكال الإيمان انتشرت في الماضي، وتنتشر حاليا بنفس شكل انتشار الأوبئة أي عن طريق مختلف الميكروبات والفيروسات، ولكن ذلك يجري في المجال الثقافي عن طريق استخدام الأفكار المعدية.
ويرى بعض علماء الأحياء أن هذه العملية قد تجري في المجال البيولوجي أيضا عن طريق المناطق الإحيائية، أو ما يسمى بالبيومات biomes التي يمكن للبكتيريا أن تلعب دورها في هذه الحالة.
ويؤكد صحة هذا الافتراض أن معظم الديانات تضم طقوسا تساعد في انتقال العدوى – على سبيل المثال الختان لدى اليهود والقربان المقدس لدى المسيحيين والحج لدى المسلمين والسباحة في نهر الغانج لدى الهندوس. ويرى الكثير من العلماء أن لهذا السبب بالذات تنظر بعض الديانات بشكل سلبي إلى الوقاية عند ممارسة الجنس وإلى وسائل منع الحمل وإلى اللقاحات المختلفة وغيرها من وسائل الوقاية من الفيروسات والبكتيريا.
المصدر: news.mail.ru
أديب فارس