وذلك، بدءاً من القضاء على "داعش"، ووصولا إلى مراجعة الاتفاق النووي مع إيران، وانتهاء بعلاقة الولايات المتحدة مع دول الشرق الأوسط وأوروبا وروسيا.
فقد نشر موقع "ذا ناشونال إنترست" تحليلاً عن العلاقة المحتملة لترامب مع دول الشرق الأوسط وتحديداً الرياض، وأشار إلى أن العلاقة بينهما ستكون مبينة على المصالح الاقتصادية أولاً ثم الأمنية ثانياً. وأضاف الموقع: "لا يعني أن الرئيس حين يصرح، فإنه سيوفي بما تعهد به في سياسته الخارجية، بل عليه أن يوفي أولاً بما تعهد به داخلياً للناخب الأمريكي." وأوضح الموقع أن ترامب يحاول أن يمارس سياسة العصا والجزرة مع دول منطقة الشرق الأوسط وخصوصاً دول الخليج. ونشر الموقع اقتباساً لترامب يقول فيه:"إننا نرعى السعودية. ولا يستطيع أحد إزعاج السعودية؛ لأن الولايات المتحدة تساندها. وفي المقابل فإن السعوديين لا يدفعون لنا مقابل هذه الخدمة مبلغاَ عادلاً.". وهذا الأمر بالنسبة إلى ترامب يشكل نواة التعامل مع الرياض وحلفها باستثناء الأردن ومصر؛ حيث تعهد ترامب بمكافحة الإرهاب الداعشي في الشرق الأوسط.
النووي الإيراني والعلاقات الروسية-الأمريكية
قال معهد "وودرو ويلسون" إن "ترامب ندد بتفاصيل الاتفاق النووي مع طهران، لكنه لم يتعهد بإلغائه. ووعد فقط بإعادة التفاوض بشأنه من أجل اتفاق أفضل. وفي هذا إشارة إلى أن ترامب يسعى لتنازلات إيرانية-اقتصادية للولايات المتحدة، في تلميح إلى صفقات تجارية بين طهران وواشنطن".
ونشر موقع "جيوستراتيجيك ميديا" تحليلاً يُظهر أن التوازنات العالمية والدولية باتت مهمة. وهذا هو السر في علاقة ترامب بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وأضاف الموقع أن "من المهم أن تتحسن العلاقات بين واشنطن وموسكو للتقليل من فوضى الشرق الأوسط." ويرى الموقع أن ترامب يرى في بوتين قائداً حقيقياً وملهماً يمكن التعامل معه بثقة لمصلحة البلدين والعالم." وأضاف أن "الرئيس الروسي بوتين يعلم أن الكلام لا قيمة له إذا لم يترجم إلى واقع. بيد أن ترامب محكوم من الأجهزة الأمنية والاستخبارات التي ترسم الخطط وتنفذها."
وفي السياق نفسه، نشرت "سي إن إن" تقريراً، قالت فيه إن "ترامب لا يبدو أنه معجب فقط بقوة بوتين وسلطته، وأنه سيعمل مع موسكو لتدمير أي عدد من الجماعات الإرهابية في سوريا وهي استراتيجية أفضل بكثير من أي نهج آخر اتبعته إدارة (الرئيس الأمريكي باراك) أوباما: دعم الجماعات المعارضة أو محاولة التخلص من نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد".
ويرى "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى" أن "الإجراءات التي سيتخذها ترامب إزاء روسيا بعد توليه منصب الرئاسة قد تشكل معضلة كبيرة؛ لأن ترامب رجل يصعب التنبؤ بخطواته. كما أن سياسته الخارجية مبهمة؛ لأنه ركز في خطاباته على الشأن المحلي." وأضاف المعهد أن "التوقعات تميل إلى أن ترامب سيميل إلى عقد صفقات مع روسيا". وأن "من المحتمل جداً أن يرفع العقوبات عن روسيا مقابل تعاون الرئيس بوتين في سوريا، حيث ينظر كلاهما إلى الوضع السوري من الزاوية نفسها، ويعتقدان أن كل من يحارب الرئيس السوري بشار الأسد يكون إرهابياً".
من جانبه نشر "مركز كارنيغي للشرق الأوسط" تحليلاً يشير فيه إلى أن ترامب سينظر إلى الشرق الأوسط على أنه حليف لواشنطن، وأن على الحلفاء مثلهم مثل الناتو واليابان وأوروبا أن يتحملوا مسؤولية أكبر فيما يتعلق بأمنهم. وأكد التحليل أن ترامب يميل نحو"السياسة النيكسونية في التقليل من التدخل الخارجي إلا ما ندر، والتركيز على الشأن الداخلي وتحسين الأداء الاقتصادي الذي تعهد بتحسينه بعد توليه الرئاسة في يناير 2017".
وأكد المركز أن ترامب سيعمل على حلحلة الملفين السوري والأوكراني ورفع العقوبات الاقتصادية عن روسيا. وأشار التحليل إلى أن واشنطن ستضغط على الحكومة الأوكرانية لتنفيذ اتفاقية "مينسك-2".
وهنا يبدو أن علاقات الاتحاد الروسي ومن قبله الاتحاد السوفييتي بالولايات المتحدة تتسم بالمرونة أكثر والتصالحية في ظل الحكم جمهوري أكثر من الحكم الديمقراطي؛ وإن غداً لناظره قريب.
شهاب المكاحلة