وفي كلمة ألقتها تيموشينكو في البرلمان اليوم، اعتبرت أن الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو شكل إلى جانب البنك المركزي "دعامة" يستند إليها الفساد، كما وزع المناصب الحساسة في أوكرانيا على شركائه في البزنس".
وأضافت: "لا يقوى اليوم على بعث العدالة ووضع السلطة في محلها إلا الناس العاديين. سوف يخرج صباح يوم غد المواطنون بمن فيهم المتقاعدون في اعتصام مفتوح احتجاجا على هبوط عملتنا الوطنية وزيادة التعرفة المفروضة على الخدمات الأساسية واسترداد مدخراتهم من البنوك".
وتابعت تقول: "السلطة تعتبر المتظاهرين أذرعا للكرملين، فيما أن الناس قد ضاقوا ذرعا ولا صلة لهم بالكرملين. أقطاب السلطة يتذرعون بالحرب فيما هم يحفزون على الفساد ويمعنون في نهب البلد. ليس أمام الأوكرانيين سوى رص الصفوف في دفاعهم عن حقوقهم، وإلا فإن هؤلاء سوف يقضون على الأمة والدولة الأوكرانيين".
ويجمع المراقبون على نية تيموشينكو رئيسة الوزراء السابقة، والضليعة في تنظيم وامتطاء الثورات الأورنجية، حشد القوى المناهضة للحكومة في بلادها وإطلاق "ميدان" جديد يقلب الوضع في أوكرانيا.
وأكدت مصادر مطلعة على سير التطورات في أوكرانيا مؤخرا، أن المنظمات الأهلية الموالية لتيموشينكو تجهز على قدم وساق لتنظيم احتجاجات واسعة، وشرعت في شراء الخيام لنصبها في الساحات المركزية للعاصمة وفي ساحة "الميدان" حصرا، كما جرت العادة في جميع الاضطرابات والثورات التي شهدتها أوكرانيا طيلة 25 عاما منذ انبثاقها عن الاتحاد السوفيتي.
وذكر مصدر مطلع أن إحدى المنظمات الأهلية المرتبطة بتيموشينكو قد حجزت كميات من الخيام لتكون جاهزة لاعتصام ستطلقه تمهيدا لاحتجاجات عارمة ستشهدها أوكرانيا خريف العام الجاري.
الخبير السياسي الأوكراني تاراس بيريزوفيتس، أكد صحة ما يشاع بهذا الصدد، وأشار إلى أن حزب "باتكيفشينا"، أي "الوطن" الأوكراني يعتزم تنظيم اعتصامات "تجريبية".
وذكر أن القائمين على الحملة المنتظرة سوف يدعون الاتحادات المهنية والنقابات إليها، مشيرا إلى أن أوكرانيا من خلال ذلك مقبلة على اضطرابات شاملة ستزعزع الاستقرار النسبي السائد فيها في الوقت الراهن، وأن أصحاب الحملة قد حددوا موعد "ميدانهم" باليوم والتاريخ.
وأضاف: قضية التعرفة، سوف تتوسط المطالب الرئيسية في الحملة الموعودة والتي ستتلخص بـ"ميدان" سيطالب بتغيير السلطة بالكامل عبر الانتخابات البرلمانية المبكرة. وإذا ما تحقق لتيموشينكو ذلك، فإنها لن تكتفي بذلك وسوف تستمر في نشاطها حتى إعلان الانتخابات الرئاسية المبكرة كذلك. الاضطرابات ستحدث في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول المقبلين بما يخدم إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة.
يذكر أن آخر استطلاعات الرأي في أوكرانيا كشفت عن استعداد ثلثي المواطنين للخروج إلى الشارع والاحتجاج على الزيادة الحادة في التعرفة والرسوم المفروضة لقاء الخدمات المنزلية والبلدية، تلبية لشروط الدائنين الذين لجأت إليهم السلطات الأوكرانية الجديدة بعد الانقلاب على نظام فيكتور يانوكوفيتش، وعودة جمهورية القرم إلى قوام روسيا الاتحادية، واندلاع القتال في جنوب شرق البلاد بين قوات كييف والمقاومة الشعبية الرافضة لنهج السلطات الجديدة الموالية لواشنطن وبروكسل.
المصدر: "لينتا.رو"
صفوان أبو حلا