وذكر متحدث باسم المسلحين الموالين للرئيس عبد ربه منصور هادي، في جبهة نهم شرق العاصمة اليمنية، أن تعزيزات عسكرية كبيرة، تضم آليات حديثة وقوات من الجيش الوطني التابعة للحكومة، وصلت إلى نهم استعدادا لحسم المواجهة هناك، والتقدم نحو صنعاء.
وأشارت المصادر إلى أن القوات الحكومية المسنودة بقوات التحالف تسعى لتحقيق تقدم إضافي نحو العاصمة؛ ما من شأنه إرغام المقاتلين الحوثيين وأتباع الرئيس السابق على القبول بخطة السلام المقترحة من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وردا على هذه التعزيزات، عادت المواجهات العنيفة إلى غرب محافظة مأرب بعد أسابيع من الهدوء؛ حيث صرح مصدر عسكري في القوات الموالية للحكومة بأن المسلحين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق هاجموا مواقعهم في جبال الطريف بمديرية صرواح غرب مدينة مأرب إلى الشرق من صنعاء.
المصدر تحدث عن استخدام المهاجمين أسلحة ثقيلة ومتوسطة، وقال إن الهجوم استهدف موقع الطريف بمنطقة المخدرة، لكن القوات الحكومية تصدت لهم، وإن معارك عنيفة ما زالت دائرة في المنطقة منذ المساء وحتى منتصف نهار الاثنين (14/11/2016)؛ حيث قتل وأصيب العشرات من الجانبين.
القوات الموالية للحكومة رأت في الهجوم على مواقعها في صرواح محاولة عبثية لاسترداد بعض المواقع، التي انتزعت منهم، وقالت إنها مستمرة في التقدم لتحرير ما تبقى من مديرية صرواح وصولا إلى العاصمة، لكن الحوثيين اتهموا تلك القوات بمحاولة التقدم داخل مديرية صرواح، وقالوا إنهم تصدوا لها وقتلوا عددا من أفرادها، بينهم نجل الزعيم القبلي المعروف علي القبلي نمران.
إلى ذلك، شنت مقاتلات التحالف سلسلة من الغارات على مواقع للمسلحين الحوثيين في محافظتي ذمار وإب، وقال الحوثيون إن 8 مواطنين قتلوا، بينهم أطفال، في غارتين استهدفتا محطة للوقود وناقلتين للنفط في مديرية يريم التابعة لمحافظة إب، وإن تسعة آخرين أصيبوا في الحادثة. في حين تبنى المسلحون الموالون للحكومة هجوما أدى إلى مقتل وإصابة ثمانية من المسلحين الحوثيين عند استهداف سيارتهم في الطريق الرئيس في سلسلة جبال سمارة.
سياسيا، استبق رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر وصول وزير الخارجية الامريكي جون كيري إلى العاصمة العمانية لمناقشة وقف الحرب في اليمن، وعرض على المسلحين الحوثيين السلام والمشاركة في إدارة الفترة الانتقالية إلى حين انتخاب رئيس جديد، مقابل انسحابهم من المدن وتسليم الأسلحة إلى طرف ثالث موثوق به والقبول ببقاء الرئيس هادي إلى حين انتهاء الفترة الانتقالية.
وقال بن دغر في تصريح وزعته وكالة الأنباء الرسمية إنه يعرض على الحوثيين سلام "لا غالب ولا مغلوب". وأكد أن السلام ما زال ممكنا، وأن المدخل إلى تحقيقه يتطلب منهم إعادة السلطة إلى من فوضه الشعب بإدارة البلاد، وجدد التزام الحكومة بدفع رواتب جميع موظفي الدولة حتى في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ ولكن استنادا إلى بيانات عام 2014 قبل سيطرة الحوثيين على العاصمة.
وعلى الصعيد الإنساني، صرحت منظمة الصحة العالمية بأن عدد حالات الإصابة المؤكدة بوباء الكوليرا في اليمن ارتفع الى 800 حالة، وأن أكثر من أربعة آلاف حالة أخرى قيد الاشتباه بالإصابة بهذا الوباء الذي امتد ليشمل نصف محافظات البلاد.
وقال مكتب المنظمة في اليمن إن 1800 من المرافق الصحية في البلاد توقفت كليا أو جزئيا، بسبب الصراع الممتد منذ أكثر من 19 شهرا، والذي أدى إلى إضعاف الخدمات الصحية.
محمد الأحمد