ولفتت الصحيفة إلى أن العملية الجوية التي تقودها السعودية، تركز على ضرب أهداف مدنية، مثل مصانع وجسور ومحطات طاقة، دون أن تكون هناك أي أدلة على استخدام تلك المنشآت من قبل الحوثيين لأغراض عسكرية.
وذكرت "نيويورك تايز" أن المصنع المملوك لعائلة "العاقل" كان منذ عقود ينتج الأغذية الخفيفة (سناكس)، أشهرها "بطاطس نعمان" المفضلة لدى الأطفال اليمنيين، لكن هجوما شنه التحالف على هذا المصنع الواقع في صنعاء الصيف الماضي، دمره بالكامل، وأدى إلى مقتل 10 من العمال.
وتابعت الصحيفة أن الغارات السعودية المستمرة منذ 19 شهرا، لم تنجح في إلحاق الهزيمة بالحوثيين وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح حتى الآن، لكنها باتت تركز على ضرب ركائز الاقتصاد اليمني، إذ يشير منتقدو تلك الحملة إلى أن الغارات قد دمرت عددا كبيرا من الأهداف المدنية، في الوقت الذي لم تكن فيه أي دلائل على استخدامها من قبل الحوثيين.
وتقول الصحيفة "على سبيل المثال، استهدفت الغارات السعودية مستشفيات، ومدارس، وجسور، ومحطات طاقة، ومزارع دوجن، وميناء بحريا استراتيجيا، ومصانع زبادي وشاي ومناديل ورقية، وكوكا كولا، ورقائق بطاطس مقلية، بالإضافة إلى استهداف حفلات زفاف وجنازات".
وذكرت الصحيفة أن تلك الغارات أدت إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد، في ظل تفشي مرض الكوليرا، وتزايد أعداد الناس المحتاجين إلى المساعدات الغذائية بصورة ماسة، فيما امتلأت المستشفيات بأطفال يعانون من سوء التغذية.
واضطر الملايين لترك بيوتهم، فيما بقيت السلطات منذ أغسطس/آب الماضي، عاجزة عن دفع الرواتب لمعظم الموظفين المدنيين الذين يبلغ عددهم 1.2 مليون شخص.
وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة، التي حاولت علنا النأي بنفسها عن الحملة العسكرية السعودية في اليمن، قد تركت بصماتها على تلك الغارات، وذلك بعد أن زودت الرياض بالأسلحة في صفقات قيمتها عشرات مليارات الدولارات.
وتابعت "نيويورك تايمز" أن طيارين تلقوا تدريبات في الولايات المتحدة، ينفذون العديد من تلك الهجمات، من مقاتلات أمريكية الصنع، ويتزودون بالوقود في الجو من طائرات صهاريج أمريكية. ويعثر اليمنيون عادة على آثار ذخائر وقنابل أمريكية الصنع في أعقاب ضربات جوية، إذ تم العثور على بقايا تلك القنابل إثر الضربة التي قتلت أكثر من 100 شخص باستهداف مجلس عزاء الشهر الماضي.
ودفعت الوتائر المتسارعة لتدمير البنية التحتية المدنية في اليمن بالمحللين وعمال الإغاثة إلى استنتاج مفاده أن استهداف الاقتصاد اليمني أصبح جزءا من الاستراتيجية السعودية في الحرب.
ونقلت الصحيفة عن منسق الشؤون الإنسانية بشأن اليمن في الأمم المتحدة جامي ماك-غولدريك: "البعد الاقتصادي في هذه الحرب تحول إلى أسلوب تكتيكي. إنه جزء من استراتيجية متماسكة: الميناء، والجسور، والمعامل. يجري تدميرها من أجل الضغط على السياسيين".
وفي رد خطي على أسئلة الصحفية، قال اللواء الركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف العربي، إن الغارات الجوية، ساعدت في إيقاف تقدم الحوثيين، بالإضافة إلى تدمير 90% من الصواريخ والطائرات الحربية بحوزتهم، كما أنها أجبرتهم على الدخول في مفاوضات السلام. ونفى عسيري أن يكون التحالف يسعى لإلحاق أي ضرر بالمدنيين، وأصر على أن كافة الأهداف التي يتم ضربها، مرتبطة بالأنشطة العسكرية للمتمردين. وحمل عسيري الحوثيين مسؤولية تفاقم الأزمة الإنسانية ومنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى البلاد.
ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لم يعلن بعد موقفه من مستقبل الدعم الأمريكي للحرب السعودية في اليمن، لكنه وجه انتقادات شديدة اللهجة إلى السعودية، باعتبار أن "السعودية لن تبقى بدوننا". وفي كلمة ألقاها في يناير/كانون الثاني الماضي أمام أنصاره، قال ترامب إن "إيران تزحف إلى اليمن"، و"ستستولي على كل شيء في المنطقة"، لكنه لم يوضح خياراته للرد على المطامع الإيرانية.
المصدر: نيويورك تايمز
أوكسانا شفانديوك