مباشر

ميشال عون.. تحالف مع صدام وعرفات.. تحدى الأسد الأب وتصالح مع الابن

تابعوا RT على
انتخب مجلس النواب اللبناني العماد ميشال عون رئيسا للبلاد الاثنين 31 أكتوبر/تشرين الأول بعد عامين ونصف من شغور المنصب.

وحصل عون على 83 صوتا متجاوزا العدد المطلوب لفوزه بالرئاسة، بعد جولتي تصويت في مجلس النواب.

وجاء ترشيح عون بعد توافق بين القوى السياسية اللبنانية، حيث ظل منصب الرئيس في لبنان شاغرا منذ مايو/أيار عام 2014، نتيجة فشل الكتل السياسية في الاتفاق على مرشح يخلف الرئيس السابق ميشال سليمان.
ويقضي الدستور اللبناني بأن يكون رئيس الجمهورية من الطائفة المسيحية المارونية.

من هو ميشال عون؟

ولد ميشال عون في 17 فبراير/ شباط 1932، لأسرة مسيحية مارونية، كانت تقطن حارة حريك بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، المعروفة بتعددها الطائفي.

ودرس الرئيس اللبناني الجديد المرحلة الابتدائية في مدرسة حكومية، ثم انتقل إلى مدرسة "الفرير- نوتردام"، وأكمل دراسته  في مدرسة "القلب الأقدس"، التي نال منها شهادة في الرياضيات، والتحق بعدها، وفي وقت مبكر، من العام 1955 بالمدرسة الحربية متطوعا بصفة تلميذ ضابط، وتخرج منها عام 1958 كضابط مدفعي.

وشارك عون في دورة تطبيقية على المدفعية في فرنسا خلال 1958- 1959، كما تلقى دورة متقدمة في الاختصاص نفسه بالولايات المتحدة الأمريكية، وعين ملازما في "ثكنة المير بشير"، وانتقل إلى فوج المدفعية الثاني في صيدا سنة 1959، وفي سنة 1964 أصبح قائد سرية مدفعية.

تمت ترقية عون إلى رتبة ملازم أول في 1 يوليو/تموز 1961، ثم إلى نقيب في 1 أغسطس/آب 1968، وخدم في حرب 1967 على الحدود الجنوبية ضمن فوج المدفعية الثالث، وأصبح رائدا في 1 يناير/كانون الثاني 1974.

وفي يوليو/تموز 1978 ابتعث عون لمتابعة دورة أركان في مدرسة الحرب العليا بباريس، وبعيد عودته منها عام 1980 منح رتبة "ركن"، وتولى إبان الاجتياح الإسرائيلي للبنان سنة 1982 قيادة  اللواء الثامن المدافع، الذي تولى الدفاع عن قصر بعبدا، بعدها رقي إلى رتبة عميد وعين قائدا للجيش اللبناني اعتبارا من 23 يونيو/ حزيران 1984 ولغاية 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 1989.

رئيسا لحكومة عسكرية

ترأس عون بوصفه قائد الجيش اللبناني، الحكومة الانتقالية العسكرية عام 1988 بمرسوم من الرئيس أمين الجميل، بعد تعذر انتخاب رئيس جمهورية يخلفه، وبكلمة أخرى "تسلم السلطة".

وأصبحت حكومة عون العسكرية بمواجهة الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات، وبذلك أصبح للبنان حكومتان.

دخل عون إثر ذلك، في مواجهات دامية مع الجيش السوري ثم مع قائد "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

اعتصم ميشال عون بقصر بعبدا، بدعم من الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ودول أخرى، واعتبر نفسه "منقذا" للبنان، ضاربا باتفاق الطائف عرض الحائط، خصوصا شقه الخارجي الذي يقضي بانتشار سوري على الأراضي اللبنانية، ولا يحدد آلية لانسحابه من لبنان، وتنصيب الرئيس إلياس الهراوي رئيسا للجمهورية.

وفي أكتوبر/تشرين الأول عام 1990، أرغم  عون على الانسحاب من القصر، واللجوء إلى السفارة الفرنسية، بخطة أمنية أشرف عليها السفير الفرنسي في بيروت.

أمضى عون الفترة من 15 اكتوبر/ تشرين الأول 1990 إلى29 أغسطس/آب 1991 لاجئا سياسيا داخل السفارة الفرنسية بمنطقة الحازمية في بيروت، وكان دائما معتدا ببدلته العسكرية، حتى في أوقات راحته، ثم رحل إلى قبرص ومنها إلى باريس على متن بارجة حربية فرنسية.

عون بين الأسد وصدام

ما إن أصبح العماد عون رئيسا للحكومة الانتقالية في العام 1988 حتى بدأ في سعيه للعبور إلى رئاسة الجمهورية.

وقام عون بقطع علاقته بسوريا آنذاك، فبات وحيدا يحتاج إلى علاقة أخرى تحميه، فلم يجد سوى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ليكون بوابته إلى العالم العربي.
سانده "أبو عمار" بلا حدود، وأبلغه في لقائهما الأول في تونس حرفيا: "سنسلمك البندقية الفلسطينية في لبنان، وسنتولى دعمك والدفاع عنك في المحافل العربية"، قبل أن يصبح عرفات "عراب" علاقة عون بالرئيس العراقي الراحل صدام حسين.

دخل الجنرال بعدها في لعبة الصراع الفلسطيني السوري ومن ثم الصراع العراقي - السوري، وعينه على أن يطيح عرفات وصدام بحافظ الأسد ليصبح رئيسا للجمهورية.

عودة العلاقات مع سوريا

أقام العماد عون علاقة "حسن الجوار" مع سوريا بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، منفذا بذلك وعوده أثناء توليه رئاسة الحكومة العسكرية، إذا طالب يومها سوريا بالانسحاب لينسج معها أفضل العلاقات.

توج التحسن الكبير في العلاقة مع سوريا بزيارة قام بها لدمشق في 3 ديسمبر/كانون الأول عام 2008 ولقائه مع الرئيس السوري بشار الأسد.

وفي انتخابات عام 2009 تمكن من زيادة عدد نواب تكتل التغيير والإصلاح إلى 27 نائبا.

تحالفه مع حزب الله

خطوته الأولى بعد عودته إلى لبنان تمثلت بخوض غمار انتخابات 2003، التي أدخلته البرلمان بكتلة نيابية مؤلفة من 21 نائبا، وأظهرته بمركز قوي، كونها ثاني أكبر كتلة في البرلمان.

وعبر سنوات من التقلب على جمر المواقف المتناقضة، رأى عون أخيرا في حزب الله قوة رئيسية يمكن التحالف معها، فوقع على وثيقة تفاهم مع الحزب في 6 فبراير/ شباط 2006 في كنيسة مار مخايل. وصار متحدثا باسم "المقاومة".

وشارك عون في مؤتمر الدوحة الذي انتهى بالتوقيع على اتفاق الدوحة في 21 مايو/ أيار 2008، وأفضى إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل الفئات اللبنانية كافة، حيث شارك عون فيها بـ5 وزراء من كتلته النيابية.

وحظى ميشال عون في السابع من مايو/أيار 2005، باستقبال جماهيري كبير، وذلك غداة الانسحاب السوري من لبنان، إثر اغتيال رفيق الحريري، وانبثاق حركة "14 آذار".

ويعد ميشال عون من بين الجنرالات الذين وصلوا ـ مع الاختلاف الهائل في الشخصيات وفي الظروف إلى سدة الرئاسة، وإن ظل الأول منهم– فؤاد شهاب ـ الوحيد الذى جاء بمشروع اجتماعي – إنمائي ـ وبمنظور للدولة ومهامها كان جديدا على لبنان واللبنانيين.

المصدر: وكالات

هاشم الموسوي

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا