وقال مانويل فونتين المدير الإقليمي لغرب ووسط أفريقيا بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بعد أن زار مدينة "مايدوغوري" شمال شرق نيجيريا، إن "876 طفلا كانوا محتجزين في ثكنات للجيش في المدينة جرى اطلاق سراحهم".
ولم يتضح على الفور المدة التي قضاها الأطفال وهم محتجزون، لكن الجيش يعتقل بصورة روتينية مدنيين كانوا يعيشون في مناطق كانت تحت سيطرة المتشددين للاشتباه بأنهم ربما كانت لهم صلات بأنشطة جماعة "بوكو حرام" المتشددة.
وتقول جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان إنه "لا توجد مسوغات قانونية لاحتجاز مثل هؤلاء المدنيين، ومن بينهم أطفال، لأنه لم توجه لهم اتهامات رسمية"، فيما ينتهي المطاف ببعضهم في مراكز لإعادة التأهيل، تقول الجماعات الحقوقية إنها "تشبه السجون".
وقال مانويل فونتين للصحفيين عبر الهاتف، "نخشى أن يكون هناك أطفال لا يزالون رهن الاحتجاز، على الأقل بصفة مؤقتة، لأن الجيش يفرج عنهم من مناطق سيطرت عليها بوكو حرام، لكن يجري ابقاؤهم محتجزين لبعض الوقت".
ولم يعط فونتين تفاصيل عن أعمار الأطفال ولا فترات احتجازهم، لكن منذ تولى الرئيس النيجيري محمد بخاري السلطة في مايو/أيار عام 2015، بدأت قوات الأمن هجوما مدعوما من دول مجاورة لاستعادة السيطرة على أراض من بوكو حرام، بما يعني أن بعض هؤلاء الأطفال، على الأقل ربما احتجزوا لعام أو أكثر.
ولم يرد تعقيب فوري من الجيش، ويقول مسؤولون عسكريون إنهم "يحتاجون لاستجواب المدنيين لتحديد ما إذا كانت لهم أي صلة بالجماعة المتشددة".
ولا يزال الوضع الأمني مضطربا في ولاية بورنو بشمال شرق نيجيريا وعاصمتها مايدوغوري بسبب استمرار "بوكو حرام" في شن تفجيرات انتحارية كثيرا ما تستخدم فيها نساء أو أطفال.
وقال فونتين أيضا إن "الصراع هناك قتل الآلاف وشرد أكثر من مليونين، وفصل نحو 20 ألف طفل عن آبائهم، منهم خمسة آلاف عادوا منذ ذلك الحين إلى أسرهم".
وأضاف "بمجرد أن يطلق سراح الأطفال تكون هناك مشكلة كبيرة، هي وصمهم بالعار في المجتمع.. هناك شعور بأن الأطفال الذين ارتبطوا في وقت ما بـ(بوكو حرام)، قد يلفظهم المجتمع والناس من حولهم، وفي بعض الحالات لدينا أدلة على ذلك".
وقال إن "هذه كانت مشكلة بالنسبة للفتيات اللائي اطلق سراحهن من مدينة شيبوك" بعد أن كن في الأسر لدى "بوكو حرام". وتفاوضت نيجيريا هذا الشهر، بمساعدة من سويسرا، على الإفراج عن 21 فتاة من بين أكثر من 200 اختطفهن متشددو بوكو حرام في أبريل/نيسان 2014.
المصدر: رويترز
هاشم الموسوي