وتجدر الإشارة إلى أن الداخلية أجرت تحقيقا حول الموضوع بطلب من الحزب اليساري البرلماني" Die Linke". ووفقا لتقرير الداخلية، "تعمل داخل المانيا 4 مجموعات تابعة لمنظمة (ККК) ولكن الوزارة لم تعلن إلا عن اسم مجموعة واحدة فقط وهو "مجموعة سوبايان للفرسان الأوروبيين البيض" وهي تضم ما لا يقل عن ضابطين في الشرطة الألمانية.
ولا بد من القول إن نشاط هذه الجماعات يبقى تقليديا للغاية ولا تختلف مبادئها عن مبادئ غيرها من التنظيمات اليمينية المتطرفة. على سبيل المثال، في شهر مايو، قام أعضاء المنظمة "بإحراق الصلبان مع التلويح برايات عليها الصليب المعقوف مع ترديدأغاني غير دستورية".
ويجب التذكير بأن " كو كلوكس كلان" ظهرت في ولاية تينيسي بالولايات المتحدة في الستينيات من القرن التاسع عشر لأن مؤسسيها لم يقبلوا بمنح الحقوق المدنية للأمريكيين السود، ولذلك قرروا التصرف بطرق عنيفة ودامية ضد ذوي البشرة السمراء.
من جانبها تصر الداخلية الألمانية على ضرورة عدم تهويل الأمر وتقول إن المنظمة قليلة العدد في ألمانيا ولا تزال هامشية وغير فعالة حتى وفق رأي اليمين الألماني ولكنها على الرغم من ذلك تبقى خطرة بالنسبة للمجتمع.
ويرى المؤرخ الألماني ماركوس بيشبا من جامعة لايبزيغ أن السلطات تعمدت إثارة موضوع هذه الجماعة في الوقت الراهن بالذات بهدف إثارة مواقف سلبية بين الجمهور تجاه الأحزاب اليمينية في ألمانيا عشية الانتخابات البرلمانية العام المقبل بما في ذلك حزب "بيغيدا" وحزب البديل لألمانيا" الرسمي التي تتزايد شعبيتها بشكل ملحوظ مؤخرا.
وأشار الخبير إلى أن النخبة الحاكمة في المانيا تسعى لخلق صورة سلبية عن المعارضة بين الناخبين عن طريق تسليط الضوء على (ККК) المتطرفة والايحاء بأن بيغيدا الراغبة بطرد اللاجئين لا تختلف كثيرا عن " الفرسان البيض".
وفعلا يجري في الوقت الراهن استخدام موضوع التعاطف مع "كو كلوكس كلان" على نطاق واسع في الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة من قبل المرشحين الرئاسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب حيث يتهم أحدهما الآخر بالصداقة الوثيقة مع KKK.
المصدر: russian.rt
أديب فارس