وقالت مؤسسة الأبحاث والتطوير، المعروفة اختصارا باسم "راند" الاثنين 24 أكتوبر/تشرين الأول إنه فيما ستكون الحرب باهظة التكاليف بالنسبة للولايات المتحدة في الوقت الراهن، فإن تعاظم قدرات الصين البرية والجوية قد يجعل من المستحيل على واشنطن أن تفرض هيمنتها العسكرية وتحقق نصرا حاسما في عام 2025.
وذكر تقرير هذه المؤسسة البحثية التي تأسست عام 1946 تحت إشراف سلاح الجو الأمريكي، أن: "الحرب المتعمدة بين الولايات المتحدة والصين احتمال ضئيل جدا، لكن خطر نشوب أزمة أسيء التعامل معها يمكن أن تؤدي إلى عمليات عسكرية لا يمكن تجاهله"، مضيفا أن "التقدم التكنولوجي في مجال القدرة على استهداف قوات الخصم يتيح ظروف مواجهة مضادة تقليدية، حيث يملك كل طرف الوسيلة لتوجيه ضربة وتدمير قوات الطرف الآخر، ما يحفز بالتالي للقيام بذلك على وجه السرعة، إن لم يكن بالدرجة الأولى".
وامتنعت المؤسسة الأمريكية عن إيراد إحصاءات تقديرية عن الخسائر في أي حرب محتملة مع الصين، لكنها قالت إن خسارة حاملة طائرات واحدة من طراز "نيميتس" تحمل على متنها نحو 6000 بحار وجندي من مشاة البحرية الأمريكية ستكون خسارة في الأرواح والقوة القتالية أكبر من الخسائر في حرب العراق!
وتوقعت الدراسة أن يقوم الجانبان في حالة وقوع حرب بينهما، باستعراض مذهل للقوة التكنولوجية العسكرية، وهو أمر غير مستغرب بما يمتلكان من قدرات.
وعلى الرغم من أن المؤسسة لم تتطرق في تقريرها إلى منظومات أسلحة محددة على سبيل المثال، لكنها توقعت أن تكون مقاتلات الجيل الخامس قادرة على إسقاط مقاتلات الجيل الرابع من دون ان تصاب باذى.
ولفتت الدراسة إلى أن الولايات المتحدة أطلقت مؤخرا ثاني مقاتلاتها من الجيل الخامس، البرق 2 "إف – 35"، فيما المقاتلة الواعدة الأخرى ، "إف – 22" رابتور تستخدم منذ عام 2005 . والصين من جانبها تطور أربع مقاتلات من الجيل الخامس وهي، "جي – 20"، و"جي – 32"، و"جي – 23"، و"جي – 25"، مضيفة أن المقاتلتين الأخيرتين سوف تكونان في الميدان على الأرجح عام 2025، وستكونان منافستين للمقاتلات الأمريكية.
وأشار إلى أن الصين يمكن أن يكون لديها حاملتا طائرات أو ثلاث بحلول عام 2025، ولديها في الوقت الراهن حاملة طائرات واحدة اشترتها من روسيا، وثانية قيد الإنجاز.
وأكدت الدراسة أنه على الرغم من أعداد مقاتلات الجيل الخامس الأمريكية الكبيرة من الطرازين ومن حاملات الطائرات، إلا أن قدرات الصين الصاروخية المتنامية من شأنها أن تجبر الولايات المتحدة على العمل بحذر أو المخاطرة بخسائر لا يمكن تحملها.
وشدد المعهد الأمريكي في دراسته على أن الأعمال العسكرية خارج نطاق الحرب التقليدية مثل الهجمات الإلكترونية، وتلك المضادة للأقمار الاصطناعية، والاضطرابات التجارية، ستلحق أضرارا بكلا البلدين، مضيفا أن البلدين لديهما أسلحة مضادة للأقمار الاصطناعية وكل منهما بإمكانه تدمير قسم من الأقمار الاصطناعية، إلا أن تدمير كوكبة من الأقمار الاصطناعية الأمريكية ستكون مشكلة للعالم وستتسبب في تعطيل خدمات GPS!
الدراسة الأمريكية استبعدت إمكانية أن تنتصر الصين في حرب مع الولايات المتحدة، لكنها أكدت أن الصراع سيكون دمويا وباهظ الثمن للجانبين وستعاني من آثاره بشدة الطبقات الوسطى الأمريكية، والأسوأ سيلحق بالجنود وأسرهم.
وخلصت الدراسة إلى وجود نبأين جيدين، ونبأ سيء. النبآن الجيدان يتمثلان في أن قادة البلدين يترددون في المضي إلى الحرب، ولن يخاطر أي من البلدين بتوجيه الضربة النووية الأولى خوفا من الرد النووي الانتقامي، ولذلك فمن المرجح أن تظل الحرب في ميدانها التقليدي.
أما النبأ السيئ فيتمثل في أن تصاعد التوتر يمكن أن يتسبب في حرب غير مقصودة بين الولايات المتحدة والصين، على الرغم من وجود نوايا طيبة لدى القادة السياسيين، ولتفادي ذلك ينصح المعهد الأمريكي القادة بوضع تحديد دقيق لحدود العمليات العسكرية في المحيط الهادئ وإقامة خط حوار مفتوح.
المصدر: warrior
محمد الطاهر