مباشر

بنكيران يقود مشاورات مع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة

تابعوا RT على
كلف العاهل المغربي الملك محمد السادس رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران بتشكيل حكومة جديدة.

وقال بيان صدر عن القصور الملكية والتشريفات والأوسمة إن الملك استقبل عبد الإله بنكيران، وكلفه بتشكيل الحكومة الجديدة، وذلك بمقتضى الدستور المغربي.

مشاورات صعبة
واستخدم العاهل المغربي العرف الدستوري في تسمية رئيس الحكومة الجديدة من الحزب المتصدر للانتخابات التشريعية، وهو "حزب العدالة والتنمية". وسيعود بنكيران ليقود الحكومة من جديد لولاية مدتها خمس سنوات.

وسيبدأ بنكيران مشاوراته مع الأحزاب السياسية، التي حصلت على مقاعد برلمانية من أجل تشكيل حكومة ائتلافية.

وفور تسميته رئيسا جديدا للحكومة، قال بنكيران للصحافيين: "سأبدأ مشاوراتي مع الأحزاب السياسية في أقرب وقت فرصة من أجل تشكيل هذه الحكومة، التي أتمنى أن نوفق فيها جميعا". وتوقعت مصادر أن يكون "حزب العدالة والتنمية" قد حدد ملامح تحالفاته خلال اجتماع عقده المكتب التنفيذي للحزب مساء الاثنين (10/10/2016).

وتبدو الخيارات محدودة أمام "حزب العدالة والتنمية" بعد رفض "حزب الأصالة والمعاصرة"، الذي حل ثانيا في الانتخابات، التحالف معه من أجل تشكيل حكومة جديدة.

ويعود السبب في صعوبة بناء تحالفات جديدة إلى التجارب السابقة لـ "حزب العدالة والتنمية" مع الأحزاب الخاسرة في الانتخابات الحالية حيث سبق لبعضها أن اصطف إلى جانب "حزب الأصالة والمعاصرة" الخصم اللدود للإسلاميين.

كما أنه يجب على "حزب العدالة والتنمية" أن يتحالف مع أكثر من حزبين (فهو يحتاج إلى 73 مقعدا) كي يحصل على غالبية مريحة؛ لأن الأحزاب التي يمكن أن يتحالف معها كان أداؤها متواضعا في الانتخابات.

وترجح أوساط سياسية مغربية أن يلجأ "حزب العدالة والتنمية" إلى التحالف مع أحزاب "الاستقلال" و"الحركة الشعبية" و"التقدم والاشتراكية"؛ وذلك من أجل ضمان غالبية كافية لتشكيل حكومة قادرة على الصمود.

صراع البقاء

وأيا يكن شكل الحكومة المقبلة، فإن تحديات كثيرة تنتظرها على المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية.

وفي حال نجاح بنكيران في تشكيل تحالف حزبي قادر على الصمود في وجه انتقادات المعارضة التي باتت أقوى من السابق، فإن أداء هذه الحكومة سيكون حاسما في مستقبلها ومستقبل الحزب الحاكم حاليا.
وتبدو الحكومة المقبلة شبيهة إلى حد كبير بالحكومات التي تم تشكيلها خلال السنوات الخمس الماضية، وهي الحكومات التي فشلت في إدارة العديد من الملفات وترتيب الأولويات كما يقول الخبير في الاقتصاد السياسي محمد الألفي.

وتسود حالة من عدم الرضا بين عدد من المغاربة إزاء تعاطي الائتلاف الحكومي السابق مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد؛ إذ سبق لاتحاد النقابات العمالية في المغرب أن دعا إلى عدم التصويت للأحزاب المشاركة في الائتلاف.

ويقول محمد الألفي إن حكومة بنكيران لم تصل إلى سقف التوقعات العالية للمغاربة بشأن التنمية، وإنها فشلت في ملفات مثل القضاء على العشوائيات وتحسين التعليم والصحة والخدمات.

وستواجه الحكومة المقبلة معارضة قوية داخل البرلمان ممثلة في "حزب الأصالة والمعاصرة"، الذي تمكن من مضاعفة عدد مقاعده البرلمانية مقارنة بالانتخابات السابقة عام 2011، وهو يعارض بقوة وجود الإسلاميين على رأس السلطة.

كما أن على الحكومة المقبلة أن تتعامل مع ملف العلاقة بين الحزب الحاكم والمؤسسة الملكية، خاصة بعد التسريبات الأخيرة حول انزعاج الملك من تصرفات بنكيران ومن أداء حكومته.

سيد المختار

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا