وجاء الرد الرسمي من وزارة الخارجية العراقية الاثنين 3 أكتوبر/تشرين الأول، حيث عبر المتحدث الرسمي باسم الوزارة أحمد جمال عن رفض بغداد لتصريحات أردوغان بخصوص معركة تحرير الموصل وما يليها.
وكان أردوغان قال في حوار على قناة "روتانا خليجية" السعودية، إنه "حريص على عدم السماح بأية سيادة طائفية على الموصل، لأن الهدف فقط هو تطهيرها من "داعش".
وتابع أردوغان "الموصل لأهل الموصل وتلعفر (مدينة قرب الموصل يقطنها التركمان) لأهل تلعفر، ولا يحق لأحد أن يأتي ويدخل هذه المناطق"،مضيفا "يجب أن يبقى في الموصل بعد تحريريها أهاليها فقط من السنة العرب والسنة التركمان والسنة الأكراد".
وشدد بالقول "لا يجب أن يدخل الحشد الشعبي للموصل"، داعيا إلى تعاون تركيا والسعودية والولايات المتحدة والتحالف الدولي لتحقيق ذلك.
وقال "سنبذل قصارى جهودنا في عملية تحرير الموصل ويجب أن نكون على طاولة الحل ولا يجب أن نكتفي بالمراقبة"، وهو ما أثار من جديد استياء بغداد التي جددت رفضها لأي دور تركي في معركة الموصل.
واعتبرت وزارة الخارجية العراقية تلك التصريحات "تدخلا سافرا في الشأن الداخلي العراقي وتجاوزا لمبادئ العلاقات الثنائية وحسن الجوار"، مؤكدة أن معركة الموصل ستكون ختام الانتصارات التي ستحققها قوات الجيش والشرطة والقوات الأمنية والحشد الشعبي والبيشمركة ومقاتلي العشائر.
وأضافت أن "تصريحات ومواقف القيادة التركية تمثل ازعاجا وتعكيرا للعلاقات المرجوة بين البلدين، كونها أهملت كافة المواقف والدعوات الدولية الداعية إلى سحب القوات التركية المتسللة قرب مدينة بعشيقة واحترام السيادة العراقية.
وطالبت أنقرة بإثبات حسن النوايا في محاربة الإرهاب، من خلال دعم جهود الحكومة العراقية في المعارك الدائرة ضد "داعش"، والكف عن إطلاق التصريحات الاستفزازية عديمة الجدوى أو محاولة التدخل في قضايا العراق الداخلية، "أسوة بما عبر عنه العراق من مواقف داعمة للجارة تركيا أمام الكثير من التحديات وآخرها موقفه الرافض للمحاولة الانقلابية العسكرية داخلها".
من جهتها رأت عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان حنان الفتلاوي، أن "أردوغان تمادى بتدخله بالشأن العراقي لأنه لم يجد من يرد عليه"، منتقدة "ضعف الحكومة العراقية وعدم اتخاذها أي إجراء قانوني أو دولي بحق تركيا".
ودعت الفتلاوي أردوغان إلى "الكف عن التصرف وكأن الموصل ولاية تابعة له وعليه أن يهتم بحل مشاكله الداخلية ويكمل مسلسل تكميم الأفواه والاعتقالات الجماعية في تركيا لتصفية خصومه".
وعلى نفس الصعيد أكدت حركة "عصائب أهل الحق" المنضوية تحت لواء الحشد الشعبي، أن تصريحات أردوغان "وقحة" وتمثل "اعتداء على سيادة العراق" وذات "وجه طائفي مقيت"، داعية الحكومة العراقية إلى الإسراع بحسم موضوع التواجد التركي وإنهائه قبل بدء انطلاق عملية تحرير الموصل.
المصدر: وكالات