وقد بدأ العلماء في وكالة الفضاء الأوروبية مراقبة مسار المركبة المؤدي إلى التصادم مع سطح المذنب "67 بي"، لتنتهي بذلك الملحمة الفضائية التي بلغت تكلفتها 1.3 مليار دولار، في حوالي الساعة 11:38 بتوقيت غرينيتش يوم الجمعة 30 سبتمبر.
وقال العلماء في وداعهم للمركبة الفضائية وهي تدخل مرحلتها النهائية "وداعا روزيتا، سنفتقدك"، وأشارت البروفيسورة مونيكا غرادي، وهي عالمة بريطانية شاركت في تصميم المركبة، إلى اختلاط مشاعرها اختلاطا شديدا "مع اقتراب لحظة النهاية".
وستعمل المركبة حتى في لحظاتها الأخيرة على جمع أكبر قدر من المعلومات والتقاط صور قريبة من المذنب وإرسالها إلى وكالة الفضاء الأوروبية لاعتمادها في الدراسات العلمية فيما بعد.
ويأمل العلماء في الحصول على صور مذهلة وبيانات ذات قيمة في اللحظات الأخيرة من حياة المركبة التي تسير ببطء نحو نقطة النهاية. وبّدل العلماء مسار المركبة، من مدار واسع حول المذنب التي يتخذ شكل بطة إلى مسار يجعلها تصطدم به مباشرة، ومن غير المتوقع أن تبقى روزيتا قادرة على العمل بعد الاصطدام بالمذنب "67 بي"، نظرا لأن سرعة الاصطدام ستكون بنحو أقل من متر في ثانية.
ويقول مدير العمليات في مركز التحكم بوكالة الفضاء الأوروبية إن روزيتا "لن تتحطم بالمعنى الحرفي للكلمة، حيث أنها سترتطم مرات عدة بسطح المذنب قبل أن تستقر، وما إن تستقر حتى تُطفأ كل أجهزتها، وتنتهي حياتها، ولكن كل أجهزتها ستعمل وهي في أثناء الهبوط، وهو ما سيسهل نقل البيانات التي ستجمعها إلى الأرض".
وجاء قرار إنهاء مهمة روزيتا بعد أن بدأ المذنب بالتوجه بعيدا جدا عن الشمس وهو ما سيجعل الالواح الشمسية للمركبة غير قادرة على شحنها بالطاقة.
يذكر أن المركبة حصلت خلال نحو 25 شهرا عاشتها إلى جوار المذنب على أكثر من 100 ألف صورة ومعلومة، وهو ما سيسمح للعلماء بإجراء العديد من الأبحاث التي ستساهم في فهم تكوين المجموعة الشمسية وبعض خصائص المذنبات.
المصدر: "دايلي ميل"