ونقلت وكالات أنباء عن مصادر طبية قولها إن الضحايا هم نساء وأطفال كانوا داخل واحة زراعية في بلدة سوكنة التابعة لبلدية الجفرة جنوبي ليبيا.
من قصف المدنيين؟
ولم تُحدد بعد بشكل دقيق الجهة التي تقف وراء الغارة الجوية في سوكنة؛ حيث تبادل طرفا النزاع في ليبيا الاتهامات بشأن الإغارة على المدنيين الأبرياء. وقال المتحدث باسم القيادة العامة للجيش في شرق ليبيا العقيد محمد المسماري إن ميليشيات ثوار مصراتة، هي التي نفذت الهجوم، بغرض استهداف تجمع لآليات عسكرية تابعة للواء 12، الذي يقوده العميد محمد بن نايل، وهو ضابط موال للفريق خليفة حفتر.
واتهمت الحكومة المؤقتة المنبثقة عن مجلس النواب في طبرق القوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني بالوقوف وراء الغارة؛ وجاء في بيان شديد اللهجة أن الحكومة تدين هذا الهجوم الإرهابي الذي "قامت به طائرات أقلعت من القاعدة الجوية في مدينة مصراتة التابعة للمليشيات الخارجة عن القانون".
أما الناطق باسم سلاح الجو في مصراتة، فقد نفى بشكل قاطع أن يكون سلاح الجو قد أغار على تلك المنطقة، مشيرا إلى أن طائرات سلاح الجو نفذت ثلاث طلعات جوية في مصراتة ومنطقتين قريبتين منها هما زليتن والخمس، ولم تصل إلى منطقة الجفرة.
حرب النفط
ويأتي هجوم الجفرة بعد أيام من تصاعد التوتر في منطقة الهلال النفطي بين جهاز حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق الوطني، وقوات الجيش الوطني بقيادة الفريق خليفة حفتر الذي شن هجوما مباغتا سيطر به على المنشآت النفطية الواقعة في منطقة الهلال.
وشنت قوات جهاز حرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم الجضران هجوما معاكسا في محاولة لاستعادة السيطرة على المنشآت التي كانت تتولى حراستها منذ قرابة أربع سنوات؛ لكن وحدات من الجيش تصدت للهجوم.
ووسط تحذيرات من خروج الأوضاع الأمنية عن السيطرة، بدأت عمليات تصدير النفط من ميناء راس لانوف شرق ليبيا الذي توقف قبل عامين. وغادرت سفينة "سي-دلتا" محملة بسبعمئة ألف طن من النفط الخام الميناء الشهير اليوم الأربعاء (21/09/2016)، متوجهة إلى إيطاليا؛ وهي أول شحنة تصدر منذ سيطرة القوات المناهضة لحكومة الوفاق الوطني على منطقة الهلال النفطي.
لكن هناك مخاوف تخيم من عدم استمرار تصدير النفط نتيجة احتمال شن القوات الحكومية هجمات مضادة بهدف استعادة السيطرة على المنشآت النفطية، التي طرد منها المسلحون قبل نحو عشرة أيام.
ورقة ضغط
إلى ذلك، حذرت عدة دول غربية من تحول الصراع على النفط إلى نزاع أهلي مسلح قد يقوض اتفاق الصخيرات الذي رعته الأمم المتحدة، ويعيد البلاد إلى المربع الأول.
وهكذا، دقت فرنسا عبر وزير خارجيتها جان-مارك إيرولت ناقوس الخطر من أن سيطرة قوات حفتر على المنشآت النفطية يهدد الاستقرار في ليبيا، وطالبت بأن تتم عمليات تصدير النفط تحت رعاية حكومة الوفاق الشرعية المعترف بها دوليا؛ لكنها طالبت في الوقت نفسه بتوسيع الحكومة في طرابلس لتضم أطراف الأزمة الليبية كافة.
ويعتقد مراقبون أن الفريق خليفة حفتر بسيطرته على الهلال النفطي بات يملك ورقة ضغط على القوى الغربية الكبرى قد تمكنه من انتزاع مكانة أكبر في الساحة الليبية، وخاصة أنه تعرض لهزائم متتالية خلال الفترة الماضية.
وتقول صحيفة لوموند الفرنسية إن نظرة العالم بدأت تتغير تجاه الفريق حفتر بعدما بات يتحكم في الشريان الاقتصادي لليبيا. فقد كانت الدول الكبرى تنظر إليه باعتباره جزءا من المشكلة وليس جزءا من الحل وهي النظرة التي بدأت تتغير، وفقا للصحيفة.
سيد المختار - نواكشوط