وقال المتحدث باسم الإدارة العامة للأمن في طرابلس عصام النعاس إن السيارة الأولى انفجرت عند الساعة الثامنة والنصف أمام مبنى وزارة الخارجية دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية، فيما انفجرت السيارة الثانية بعدها بربع ساعة بالقرب من قاعدة أبو ستة البحرية ولم تخلف ضحايا أو خسائر مادية.
فتش عن داعش
وعلى الرغم من أن التحقيقات ما تزال جارية؛ فإن مسؤولين ليبيين سارعوا فور وقوع الانفجارين إلى توجيه أصابع الاتهام لتنظيم "داعش" الذي يتهمونه بمحاولة نشر الذعر بين سكان العاصمة طرابلس بعد الهزائم التي لحقت بالتنظيم في مدينة سرت، بحسب تعبير عضو المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني موسى الكوني.
ودان الكوني الانفجارين؛ قائلا: "إن هذه الأعمال الإرهابية لن تزيدنا إلا عزما على اقتلاع داعش من جذوره". وطالب وزير الداخلية العارف الخوجة بتشديد الإجراءات الأمنية ورفع مستوى اليقظة لحماية المواطنين الليبيين من أي هجمات أو تهديدات محتملة.
وكانت تحذيرات قد صدرت عن مسؤولين أمنيين ليبيين وغربيين من أن تنظيم "داعش" سيحاول الانتقام من خسارة أبرز معاقله في ليبيا عبر نقل المعركة إلى خارج سرت وخاصة إلى العاصمة طرابلس حيث توجد المقرات الحكومية التابعة للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق.
وفي العشرين من الشهر المنصرم أحبطت المخابرات الليبية مخططا قالت إنه كان يستهدف اغتيال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني فايز السراج في طرابلس، وألقت أجهزة الأمن الليبية القبض على زعيم خلية تابعة لتنظيم داعش وهو ليبي يكنى بـ"أبي معاذ الأنصاري".
تأخر الحسم في سرت
ميدانيا في سرت؛ تستمر المعارك مع مقاتلي التنظيم الذين يتحصنون داخل أحد الأحياء السكنية في المدينة. وتتحدث قوات عملية البنيان المرصوص عن تقدم بطيء لمقاتليها بسبب استخدام مقاتلي التنظيم عائلاتهم كدروع بشرية.
وقال المتحدث باسم عملية البنيان المرصوص العميد محمد الغصري إن سبب تأخر حسم المعركة في سرت هو لجوء التنظيم إلى استخدام النساء والأطفال دروعا بشرية ضد الهجمات التي يشنها مقاتلوا الحكومة من عدة محاور ويواجهون مقاومة من قناصة يعتلون أسطح المنازل.
ولم يستبعد المتحدث باسم غرفة عمليات البنيان المرصوص أن تلجأ القوات الحكومية إلى شن هجوم واسع ضد مسلحي "داعش" في حال استمر استخدامهم للعائلات كدروع بشرية، هذا بينما عمدت إلى قطع الكهرباء والماء عن المباني التي يتحصن بها مسلحو التنظيم.
ويبدو أن المعركة الأخيرة في سرت ستكون أطول مما كان متوقعا حيث مر أكثر من أسبوع على إطلاق معركة الحسم التي كان يفترض أن تكتمل قبل عيد الأضحى وهو ما ألمح المتحدث باسم البنيان المرصوص إلى عدم إمكانية حصوله.
إلى ذلك يواصل الجيش الأمريكي تقديم الإسناد الجوي والاستخباراتي لمقاتلي حكومة الوفاق، وقال وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر إن بلاده ستواصل دعم حكومة الوفاق في معركة استعادة سرت؛ قائلا إن القوات الحكومية باتت قريبة من طرد تنظيم "داعش" من المدينة.
وتشير تقديرات للجيش الأمريكي إلى أن نحو مائتي مقاتل مازالوا يتحصنون داخل أحد أحياء سرت ويساعد الطيران الحربي الأمريكي في القضاء عليهم منذ مطلع شهر أغسطس/آب الماضي.
وبدأت الحياة تعود من جديد إلى أحياء سرت المحررة، حيث فتحت المحلات التجاربة أبوابها أمام الأسر العائدة من النزوح. كما استأنفت بعض المصارف أنشطتها في المدينة التي يسيطر عليها "داعش" منذ ما يزيد عن العام.
سيد المختار