مباشر

صحيفة: موسكو"الرابحة في لعبة البوكر" مع واشنطن

تابعوا RT على
ترى صحيفة " Asia Times" أن رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي قام بتغيير النهج تجاه روسيا ويصر على التعاون معها في مجالات الاقتصاد والأمن، حتى لو لم يقترب موضوع جزر الكوريل من الحل.

وأشارت الصحيفة إلى أن تطوير العلاقات مع روسيا يبقى مربحا لليابان في كافة الأحوال ولذلك باتت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى اليابان حتمية بعد أن تأجلت مرات عديدة خلال عامين.

ويرى كاتب المقالة أن من مصلحة البلدين تطوير منطقة الشرق الأقصى، ويشدد على وجود انسجام مثالي بين الاقتصاد في كل من الدولتين ولكن حتى الآن بقي الحماس معدوما لدى الجانبين.

وذكرت الصحيفة أن النتيجة الرئيسية للقاء بين بوتين وآبى في فلاديفوستوك، كانت تأكيدهما على اللقاء مرة أخرى في ديسمبر/ كانون الاول في محافظة ياماغوتشي اليابانية.

وتجدر الإشارة إلى أن آبي قام قبيل اللقاء مع بوتين باتخاذ 3 خطوات جدية : إنشاء وزارة جديدة للتعاون مع روسيا في المجال الاقتصادي وتعيين شقيقه كيشي نوبو كوزير مسؤول عن العلاقات مع روسيا وباشر الأسبوع الماضي "بحملة خاطفة" في وسائل الإعلام حول موضوع استعداد طوكيو للمشاركة في المشاريع الاقتصادية الروسية الكبرى على الرغم من التعثر في حل مشكلة الكوريل.

 وذكرت مصادر يابانية أن آبي أخذ يبتعد بالتدريج عن التقليد المتبع منذ فترة طويلة في اليابان الذي يتلخص في ربط التعاون الاقتصادي مع روسيا بالقناعة اليابانية بأن هذه العلاقات سوف تساعد على بناء الثقة المتبادلة لحل القضية الإقليمية.

كل هذا أثار طبعا الحيرة والتساؤل في موسكو، هل يعتبر الأمر قفزة أم أنه خدعة لا أكثر.

من ناحية أخرى يجب إقناع الشركات اليابانية أيضا بأن شروط البزنس والاستثمار المناسبة متوفرة في روسيا. توجد لدى الشركات اليابانية تجربة مماثلة في الهند: التكتلات الصناعية اليابانية (وعلى عكس كوريا الجنوبية) لم تكن مستعجلة بتاتا في التوجه للعمل في الهند لأنها اعتبرت أن الظروف غير مواتية. ونحن نعرف أن ممارسة البزنس في روسيا تصطدم عادة بالصعوبات وبالمخاطر – لنتذكر كيف اضطرت شركتا ميتسوي وميتسوبيشي للتخلي عن حصة 50% من الأسهم في مشروع "سخالين - 2" . وسيضطر اليابانيون كذلك للأخذ بالاعتبار العقوبات الغربية ضد روسيا .

 ولكن العقبة الرئيسية تبقى وجود ثقة تامة تقريبا في طوكيو بأن روسيا لن تقدم أية تنازلات في مسألة الخلاف على الجزر. وتدل على صحة ذلك استطلاعات الرأي العام التي جرت في روسيا حول هذا الموضوع وكذلك قول بوتين الصريح مؤخرا، أن "روسيا لا تتاجر بالأراضي" وعزم الجيش الروسي إقامة قاعدة عسكرية على إحدى الجزر المختلف عليها.

وتؤكد المقالة أنه من المستبعد أن يرضي كل ذلك رئيس وزراء اليابان، ولكن هل لديه خيار آخر؟

الوضع الجيوسياسي يترتب في الفترة الحالية ليس لمصلحة اليابان وبالذات بسبب تصرفات الصين وعلاقاتها مع روسيا والولايات المتحدة، لذلك ستضطر طوكيو لطرح وترويج موضوع التعاون الاقتصادي وستحاول كسب النقاط وجني الفائدة من حاجة موسكو الماسة لتطوير سيبيريا والشرق الأقصى.

وتدل دعوة آبي وحثه لبوتين على "إظهار الشجاعة وتحمل المسؤولية" في حل النزاع على جزر الكوريل، تدل على أن روسيا " تبدو الرابحة في لعبة البوكر" مع الولايات المتحدة" - أي أن محاولات الولايات المتحدة لعزل روسيا أخذت تفشل- في عام 2014 اضطرت طوكيو للتراجع في موضوع التعاون مع روسيا تحت ضغط الولايات المتحدة وفي النتيجة لم يتوجه بوتين في زيارة الى اليابان أما الآن فلا يوجد أي شك في أن رئيس الوزراء الياباني سيستضيف في ديسمبر/ كانون الأول المقبل، الرئيس الروسي.

ويبدو واضحا أن اليابان تبدي الاهتمام في تعزيز التعاون مع روسيا في المجال الدفاعي ودعا رئيس حكومتها لتنفيذ مناورات بحرية مشتركة مع روسيا وهو ما يدل على أنها "في حاجة ماسة إلى روسيا كدولة صديقة". ولذلك يمكن الاستنتاج والقول إنه حتى لو دخلت مفاوضات الخلاف على الجزر في طريق مسدود فستبقى اليابان رابحة من تحسين العلاقات مع روسيا وذلك بسبب الفرص الاقتصادية، وكذلك بسبب التغيرات في ديناميكية توزع القوى الإقليمية.

المصدر: russian.rt.com

 

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا