وذكرت وكال أنباء "هاوار" الكردية أن مدينة جرابلس باتت في حوالي الساعة السادسة مساء من يوم الأربعاء 24 أغسطس/آب، تحت سيطرة الفصائل المسلحة "دون إطلاق رصاصة واحدة".
من جهته قائد بقوات "فيلق الشام"، طلب عدم ذكر اسمه، في تصريحات لوكالة "رويترز" إن أغلب عناصر "داعش" في جرابلس انسحبوا وسلم بعضهم نفسه، مضيفا أن عناصر التنظيم انسحبوا من عدة قرى على مشارف جرابلس ويتجهون جنوبا نحو مدينة الباب.
وصرح قائد آخر بأن أكثر من 50 بالمئة من المدينة أصبحت الآن تحت سيطرة قوات المعارضة المدعومة من تركيا.
وكانت أنقرة أطلقت اسم "درع الفرات" على عمليتها البرية ضد مسلحي "داعش" والميليشيات الكردية في سوريا.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية العسكرية التي انطلقت في الساعة الرابعة صباح يوم الأربعاء 24 أغسطس/آب، تستهدف إزالة المخاطر الناجمة عن تنظيم "داعش" والميليشيات التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي لأكراد سوريا. كما أكد أردوغان الدعم العسكري التركي لمن وصفهم بمقاتلي المعارضة المعتدلة في عملية تحرير مدينة جرابلس الحدودية من أيدي "داعش".
وفي هذا السياق ذكرت وكالة "الأناضول" التركية أن مقاتلين من المعارضة السورية المنضوية تحت لواء "الجيش الحر"، تدعمهم أنقرة، سيطروا على 4 قرى بشمال سوريا، منها بلدة كيكليجا التي تبعد 3 كلم عن جرابلس. وأوضحت الوكالة نقلاً عن مصادر عسكرية، أن المقاتلين المعارضين السوريين يحظون بإسناد جوي ومدفعي.
من جهتها، قالت وكالة دوغان للأنباء، إن 46 من "داعش" قتلوا في العملية حتى الآن في هذه المعارك.
وبدأت العملية العسكرية التركية على مواقع "داعش" في جرابلس فجر الأربعاء بقصف مدفعي وجوي مكثف، وشاركت مقاتلات أمريكية في توجيه الغارات الجوية إلى جانب الطائرات الحربية التركية. ووجهت القوات التركية، تمهيدا للتوغل البري، عشرات الغارات إلى الأراضي السورية. وبعد أن بلغت عمليات القصف ذروتها، دخلت وحدات من القوات الخاصة إلى محيط جرابلس السورية، لتفتح ممرا آمنا للقوة الأساسية التي تدعمها مدرعات وطائرات حربية.
وأوضحت قناة "خبر تورك" أن ما بين 10 و15 دبابة دخلت الأراضي السورية واتجهت نحو مدينة جرابلس، بعد غارات مكثفة شنتها طائرات حربية تركية على المنطقة الحدودية.
بدوره قال مسؤول أمريكي كبير في تصريح لوكالة "رويترز" إن الولايات المتحدة ستقدم غطاء جويا للقوات التركية المشاركة في عملية "درع الفرات".
وأدلى المسؤول بهذه التصريحات في طريقه إلى تركيا ضمن الوفد المرافق لجوزيف بايدن نائب الرئيس الأمريكي الذي وصل أنقرة.
ورجحت مصادر تركية أن تستغرق العملية المشتركة بين تركيا والتحالف الدلي لتطهير منطقة جرابلس من "داعش" قرابة أسبوعين.
وتأتي العملية التركية ضد "داعش" بالتزامن مع تشديد أنقرة إجراءاتها ضد المسلحين الأكراد في الأراضي التركية والسورية على حد سواء، وذلك في أعقاب تفجير إرهابي في غازي عنتاب أسفر يوم السبت الماضي عن مقتل أكثر من 50 شخصا أثناء حفل زفاف كردي، وحملت السلطات التركية "داعش" مسؤولية الهجوم.
هذا ووجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو تحذيرا لوحدات حماية الشعب الكردية، مطالبا إياها بالانسحاب من الضفة الغربية لنهر الفرات، ومشددا على أن أنقرة ستتخذ "الإجراءات اللازمة" في حال استمرار الوجود الكردي في هذه المنطقة.
وفي تصريحات سابقة له أعلن جاويش أوغلو أن بلاده مستعدة لتقديم الدعم العسكري للمعارضة المنضوية تحت لواء "الجيش الحر" التي تحاول طرد "داعش" من جرابلس باعتبارها آخر بلدة عند حدود تركيا يسيطر عليها التنظيم.
تركيا أبلغت روسيا مسبقا بإطلاق عملية جرابلس
ذكرت قنوات تلفزيونية تركية أن الحكومة التركية أبلغت السلطات الروسية مسبقا بإطلاق العملية لتحرير بلدة جرابلس من "داعش".
ومن اللافت أن حسين جابري أنصاري مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، زار أنقرة يوم الثلاثاء، والتقى نظيره التركي أميد يالتشين، وبحث معه العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في المنطقة، وتناول الحديث أيضا التطورات في جرابلس التي بدأت المدفعية التركية قصفها يوم الاثنين الماضي.
المصدر: وكالات