هذه الجولة تأتي على مسار المد الدبلوماسي الروسي، ومشاركة موسكو في تسوية قضايا المنطقة، وبالذات الأزمات الأكثر سخونة، مثل الأزمة السورية، والأزمة اليمنية.
بوغدانوف، حسب وزارة الخارجية الروسية، التقى في الدوحة الرئيس السابق للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد معاذ الخطيب، و"جرى تبادل صريح ومعمق لوجهات النظر حول تطورات الوضع العسكري والسياسي والإنساني في سوريا. وتم التأكيد على عدم وجود بديل عن التسوية السياسية للأزمة التي طال أمدها في الجمهورية العربية السورية، من خلال الحوار الشامل بين الأطراف السورية على أساس بيان جنيف عن 30 حزيران/ يونيو عام 2012، وقرارات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن وقرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا".
في هذا اللقاء تم التأكيد على أهمية الحفاظ على نظام وقف الأعمال العدائية وتعزيزه في الوقت الذي تتواصل فيه المعركة بلا هوادة ضد التنظيمات الإرهابية غير المشمولة بنظام وقف الإعمال العدائية. والمعروف أن الاتفاق الروسي - الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في سوريا دخل حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير الماضي، ولكنه لا يشمل تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وغيرهما من التنظيمات الإرهابية، فيما تطالب روسيا بابتعاد المعارضة المعتدلة عنها.
الدوحة شهدت أيضا لقاء بوغدانوف مع وفد فلسطيني لحركة "حماس" برئاسة رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل، حيث جرت مناقشة الوضع في الشرق الأوسط بشكل تفصيلي مع التركيز على تطور الأوضاع في سوريا واليمن وفي الأراضي الفلسطينية، بما في ذلك في قطاع غزة.
وأشارت موسكو إلى أنه خلال تبادل وجهات النظر حول موضوع استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، تم التأكيد على الموقف الروسي للتغلب على الانقسام الفلسطيني على أساس مقررات منظمة التحرير الفلسطينية ومبادرة السلام العربية، الشيء الذي من دونه يستحيل تحقيق حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية على أساس القانون الدولي.
لقد بدأ نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف جولته بإيران، حيث بحث مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف الوضع في سوريا في ضوء الاتفاقات الأخيرة بين روسيا وتركيا، إضافة إلى الأوضاع في كل من اليمن والعراق وفلسطين ومنطقة الخليج، والشرق الأوسط عموما. وأكد بوغدانوف من هناك أن موسكو وطهران متفقتان على ضرورة استئناف المفاوضات السورية - السورية برعاية الأمم المتحدة في أسرع وقت. وأشار إلى أن "الكثير من التقييمات تتطابق لدينا. ومن حيث المبدأ لدينا أرضية مشتركة للعمل. وأكدنا مرة أخرى، أن مصير سوريا يجب أن يقرره الشعب السوري، وعلى ضرورة إجراء المباحثات الشاملة السورية - السورية في جنيف برعاية الأمم المتحدة". ودعا الدبلوماسي الروسي كلا من إيران وتركيا والسعودية على الإسهام في تسوية الأزمة السورية، والجلوس إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى اتفاق.
ووفقا لبيان الخارجية الروسية فقد "أظهرت هذه المشاورات الاهتمام المشترك لتعزيز التعاون باتجاه تعميق الحوار الروسي الإيراني بين وزارتي الخارجية بكل أوجه مواضيع منطقة الشرق الأوسط".
وإضافة إلى إيران وقطر، يصبح الأردن والسعودية نقطة ارتكاز أيضا للدبلوماسية الروسية على خلفية الأحداث والتحولات في المنطقة. فلقاء بوغدانوف مع ممثلي القيادة الأردنية والرئيس الفلسطيني محمود عباس، يمكن أن يكون شكلا من أشكال النظرة الشاملة لقضايا المنطقة وترابطها مع بعضها البعض، واستحالة حل هذه القضية أو تلك بمعزل عن الأخرى. ومن ثم فليس غريبا أن تشهد الرياض أيضا لقاءات لبوغدانوف ليس فقط مع القيادة السعودية، بل وأيضا مع بعض القوى اليمنية.
أشرف الصباغ