وتابع بوتين في تصريحات صحفية بعد محادثات مع نظيره الأرمني سيرج سارغسيان الأربعاء 10 أغسطس/آب: "أريد أن أشدد على أن الجانب الروسي تكبد خسائر بشرية، إذ قتل اثنان من عسكريينا.. ونحن، بلا شك، لم نمرر مثل هذه الحالات (بلا رد)".
وأكد أن السلطات ستبذل جهودها القصوى لضمان أمن مواطنيها والبنية التحتية في القرم، قائلا: "ستكون هناك إجراءات إضافية جادة، وأكثر من ذلك".
ووصف بوتين الأحداث في القرم بأنها عملية إجرامية، وتابع "هذه المحاولة التخريبية كانت ساذجة، لأنه من المستحيل التأثير بالشكل المرجو على سكان القرم بمثل هذا الأسلوب، كما أنها إجرامية لأنها أزهقت أرواحا".
وأعرب بوتين عن قناعته بأنه لا معنى لمثل هذه العمليات الأوكرانية، وهي ليست سوى محاولة لصرف انتباه الشعب الأوكراني عن الوضع المأساوي في المجال الاقتصادي والفقر الذي يعيشه العديد من سكان البلاد.
وذكر الرئيس أن هذه المحاولة لإثارة أعمال عنف وصراع مسلح تظهر رغبة أولئك الذين استولوا على السلطة في كييف في صرف الانتباه عما يفعلون لنهب شعبهم والبقاء في السلطة لأطول فترة ممكنة وتوفير الظروف الملائمة لمواصلة السرقات، قائلا: "إنها لعبة خطيرة للغاية".
ودعا بوتين أوروبا والولايات المتحدة إلى اتخاذ إجراءات معينة من أجل التأثير على السلطات الأوكرانية. واستطرد قائلا: "أظن أنه بات واضحا للجميع أن السلطات الحالية في كييف لا تبحث عن سبل لحل القضايا عن طريق المفاوضات، بل تنتقل للإرهاب. إنه أمر مثير للقلق البالغ".
واعتبر بوتين أنه لا معنى للاجتماع القادم بصيغة "النورماندي" بشأن التسوية في أوكرانيا، (الذي كان مقررا عقده في كييف)، بعد التطورات الأخيرة في القرم.
وكانت هيئة الأمن الفدرالي في روسيا قد أعلنت الأربعاء 10 أغسطس/آب عن إحباط أعمال إرهابية في شبه جزيرة القرم، قالت إن الاستخبارات الأوكرانية تقف وراءها.
وأكدت الهيئة مقتل عنصرين أمنيين جراء اشتباكات جرت على الحدود مع أوكرانيا إثر محاولات مخربين أوكرانيين التسلل إلى أراضي القرم.
وأوضحت الهيئة في بيان أن المخطط الإرهابي الذي أعدته المديرية العامة للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية، كان يستهدف مرافق ومنشآت حيوية للبنية التحتية في القرم.
وتابعت الهيئة في بيانها أن الهدف من الأعمال الإرهابية والتخريبية المخطط لها، يكمن في زعزعة الوضع الاجتماعي السياسي في القرم أثناء التحضيرات للانتخابات البرلمانية والمحلية التي ستجري في سبتمبر/أيلول المقبل.
وأوضحت الهيئة أن إجراءات تفتيش جرت ليلة 7 أغسطس/آب في محيط مدينة أرميانسك في جمهورية القرم، أسفرت عن رصد مجموعة عناصر تخريبية.
وأكدت الهيئة مقتل أحد أفراد قواتها، بتبادل إطلاق النار اندلع أثناء إلقاء القبض على الإرهابيين. وتابعت أنه في المكان الذي دار فيه الاشتباك المسلح، عثر على 20 عبوة ناسفة يدوية الصنع، كانت قوتها الإجمالية تساوي 40 كيلوغراما من مادة "تي إن تي"، وكمية من الذخيرة والصواعق، وألغام مضادة للمشاة وألغام مغناطيسية، وقنابل يدوية، وأسلحة خاصة مختلفة تستخدمها وحدات القوات الخاصة الأوكرانية.
وجاء في البيان أيضا أن الهيئة اتخذت حزمة إجراءات أسفرت عن تفكيك شبكة عملاء تابعة للمديرية العامة للاستخبارات في الجيش الأوكراني، وألقت القبض على مواطنين أوكرانيين ساعدوا في إعداد الأعمال التخريبية.
وتابعت الهيئة أن هؤلاء المعتقلين يدلون حاليا بشهاداتهم ويقرون بذنبهم، ومنهم أحد مدبري سلسلة الهجمات الفاشلة، وهو يفغيني بانوف من مواليد عام 1977، من سكان مقاطعة زابروروجيه الأوكرانية وموظف في المديرية العامة للاستخبارات التابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية.
وفي ليلة 8 أغسطس/آب، قامت وحدات خاصة تابعة لوزارة الدفاع الأوكرانية بمحاولتين لإرسال مجموعات إرهابية تخريبية إلى أراضي القرم، لكن وحدات تابعة لهيئة الأمن الفدرالي والجهات المعنية، نجحت في إحباط محاولات التسلل التي نفذت بالتزامن مع قصف مكثف من جانب الأراضي الأوكرانية وبدعم مدرعات تابعة للقوات المسلحة الأوكرانية، وأسفر هذا الاشتباك عن مقتل عسكري من القوات المسلحة الروسية.
وأكدت الهيئة فتح قضية جنائية اعتمادا على تحليل نتائج الإجراءات العملياتية والاشتباكات، إذ يقوم حاليا قسم التحقيقات التابع لهيئة الأمن الفدرالي في القرم بخطوات عملياتية إضافية للتحقيق، بموازاة اتخاذ إجراءات رامية إلى ضمان الأمن في أماكن التجمع والاستراحة بمدن شبه الجزيرة، وتشديد إجراءات حراسة المنشآت الحيوية للبنية التحتية والمرافق الأساسية. كما أكدت الهيئة تشديد إجراءات الرقابة على الحدود الروسية الأوكرانية.
هيئة الأركان الأوكرانية: الاتهام بإرسال مخربين إلى القرم استفزازي
من جانبها، نفت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية ما جاء في بيان هيئة الأمن الفدرالي الروسية.
ووصف الناطق باسم هيئة الأركان العامة الأوكرانية فلاديسلاف سيليزنيوف تلك الأنباء بأنها استفزاز.
المصدر: وكالات