ومن المعروف أن قمر "فوبوس" الذي يبلغ قطره 22 كيلومترا وقمر "ديموس" الذي يعادل قطره 12 كيلومترا يدوران حاليا حول المريخ على بعد 10 آلاف كيلومتر و23 ألف كيلومتر على التوالي.
ويعتقد العلماء اليوم أنهما ليسا كوكبين بل كويكبان التقطهما المريخ بقوة جاذبيته. وما يثير الاهتمام أن فوبوس يقترب من المريخ وسيتم تدميره وتحويله إلى حلقة ضخمة من الغبار بعد مرور 20 – 40 مليون عام. أما ديموس فيبتعد عنه وسيفر منه مستقبلا.
وشكك العالم باسكال روزنبلات من مختبر بلجيكا الملكي وزملاؤه في كون فوبوس وديموس كويكبين، وافترضا ولادتهما على غرار ولادة القمر الذي نشأ نتيجة حادث مرور فضائي أو بالأحرى اصطدام بين الأرض والقمر الأوليين.
وقام العالم بإعداد نموذج كمبيوتري يحاكي عملية تشكل قمري المريخ، فدلت النمذجة الكمبيوترية والحسابات على أن حادث مرور فضائي كهذا كان يمكن أن يقع في حقيقة الأمر فتنتج عنه ولادة 3 أقمار للمريخ وليس قمرين كما هو الحال الآن.
ويعتقد العلماء أن المريخ الأولي اصطدم بكوكب أولي آخر يبلغ قطره ألفي كيلومتر. وأدى هذا الاصطدام إلى قذف 100 مليون غيغاطن إلى الفضاء حيث شكلت نسبة 2% منها قمرا يدور حول المريخ على مسافة قريبة. أما بقية الصخور فشكلت ما يشبه قرصا أوليا مولدا لكواكب أنجبت الأرض وغيرها من الكواكب.
وأثرت ولادة القمر الأول للمريخ على تصرف هذا القرص الذي نشأت فيه مناطق ذات كثافة عالية تحولت اثنتان منها إلى فوبوس وديموس. أما القمر الأول فكان عمره قصيرا وسقط على سطح المريخ بعد مرور 5 ملايين عام على ولادته. وبقي في مدار حول المريخ قمران غريبا التصرف إذ يقترب أحدهما من المريخ ويبتعد الآخر منه.
ويحتمل أن يتم تأكيد تلك الفرضية بعد إطلاق مسبار "فوبوس – 2" واختتام البعثة الفضائية اليابانية التي تهدف إلى جمع عينات من تربة قمري المريخ.
المصدر: نوفوستي