وأشار خبراء الصندوق المذكور، إلى أن البرنامج يتيح قراءة القرآن والتفسير بالروسية والشيشانية والعربية، وأن تنظيم "داعش" ينفق على نشاطاته الترويجية على شبكة الانترنيت لتجنيد عناصر جدد في صفوفه، ما لا يقل عن 1,5 مليار روبل سنويا، أو ما يعادل 23 مليون دولار.
كما يركز "داعش" في دعايته، على أن الأعمال الإرهابية، تندرج في إطار "الفتوحات الإسلامية"، كما يعكف على تحريف التعاليم الإسلامية بما يخدم الأغراض الإرهابية، وذلك في تسجيلات مصورة ومسموعة ومكتوبة، فيما الملفت في برنامج "داعش" أنه يتيح معرفة أنباء ما يسمى "بالدولة الإسلامية"، والوصول إلى ما يسمى بـ"ولاية القوقاز"، أو "ولاية سيناء" على سبيل المثال.
مكسيم غريغوريف مدير "صندوق بحوث الديمقراطية"، رجح أن يكون وراء برنامج "داعش" كادر صحفي وتحريري كامل يجمع المعلومات والأنباء التي تنشرها ما يسمى بالوكالات والمكاتب الصحفية في ما يسمى بولايات "داعش".
وفي التعليق على برنامج "داعش" ونشاطه الدعائي، أشار الخبير الإعلامي عسكر توغانبايف إلى أن "بوق" الإرهابيين، أي برنامج الـ Android، مشغول بأيدي ماهرة، ولا يقل شأنا من حيث جودة الأداء عن وسائل الإعلام الرائدة.
يلينا سوتورمينا نائبة مدير "صندوق السلام" الروسي بدورها، أشارت إلى أن "داعش" قد أطلق ورشة إعلامية كاملة تنتج الأفلام والتسجيلات القصيرة، وحتى المجلات.
وأضافت أن آلة التنظيم الإعلامية تنشر شهريا ما يتراوح بين 20 و30 تسجيلا باللغة الروسية تتراوح مددها بين دقيقة واحدة وعشر دقائق، فيما تصل كلفة التسجيل الذي مدته ما بين 5 و6 دقائق إلى 10 آلاف دولار، ناهيك عن الأفلام القصيرة التي ينشرها الإرهابيون وتتراوح مدتها بين 15 و30 دقيقة.
وذكرت سوتورمينا أن هذه الأفلام، والتي تندرج في تصنيف الفنية الوثائقية، ينشرها الإرهابيون مرة كل ثلاثة أشهر تقريبا فيما تصل كلفة الواحد منها إلى مليون دولار، لافتة النظر إلى أن وتيرة "إصدارات" "داعش" كانت أعلى في السابق، الأمر الذي يدل على أنه يعاني ضائقة مالية، وصار يوجه إنفاقه بشكل رئيس لتمويل جيشه.
وورد في رسالة بعث بها "صندوق بحوث الديمقراطية" إلى النيابة العامة الروسية، أن خبراءه استطاعوا منذ نهاية العام المنصرم العثور على 500 تسجيل قصير مصور، وأكثر من 200 مجلة ومادة توضيحية، إضافة إلى أكثر من 200 نص وتسجيل صوتي، يروّج لـ"داعش" على الانترنيت باللغة الروسية.
وعليه، يتبين بالوقوف على المعلومات التي كشفت عنها سوتورمينا، أن الإرهابيين ينفقون على تصوير وتسجيل الفيديو والأفلام الترويجية لهم في روسيا، زهاء 7 ملايين دولار سنويا، ليصل بذلك إجمالي ما يبذله "داعش" من مال إلى جانب كلفة برنامجه للـ Androidعلى الإنترنيت، إلى ما لا يقل عن 23 مليون دولار سنويا.
المصدر: life.ru