جاء ذلك في تقرير قدمته الجمعية الأمريكية لبيولوجيا الميكروبات.
وقال صاحب التقرير الباحث مايكل جيلينغس إن الزراعة والوقاية الصحية واستخدام مضادات الحيوية على نطاق واسع هي المسببات الرئيسة للحد من تنوع الجراثيم ونمائها في أمعاء الإنسان. وأضاف إن انقراض الجراثيم بدأ منذ 350 ألف عام عندما تعلم الإنسان القديم استخدام النار.
وأعلن جيلينغس قائلا إن طبخ الطعام باستخدام النار سمح باستخراج كميات أكبر من السعرات الحرارية منه. ونتيجة لذلك ازداد مخ الإنسان حجما، فيما انكمش الجهاز الهضمي ، ما حد من المجال اللازم لتكاثر الجراثيم.
ثم أتت أزمة أخرى عند الانتقال إلى الزراعة منذ 10 آلاف عام حين بدأ الإنسان في تعاطي طعام من نوع واحد، ما وجه ضربة أخرى إلى جراثيم الأمعاء.
ثم تطورت تربية الحيوانات حيث صار لحم البقر الخروف والخنزير والدجاج أكلا رئيسيا لدى الإنسان. فيما كانت لحوم الحيوانات البرية منذ 12 ألف عام تشكل نسبة 97% من أكله.
إلا أن الضربة القاصمة التي وجهها الإنسان إلى الجراثيم حصلت في عصر الثورة الصناعية في القرنين الـ19 والـ20 عندما تطورت إجراءات الوقاية الصحية واستخدام مضادات الحيوية، فصار الإنسان يعتبر الجراثيم مصدرا رئيسيا للأمراض. وأدى كل ذلك إلى انخفاض سريع لأنواع الجراثيم التي كانت تتعايش مع الإنسان وتتطور مع تطوره على مدى مئات آلاف الأعوام وإلى إصابة الإنسان بأمراض مثل السمنة والتهاب الأمعاء والمعدة والأمراض النفسية والربو والصدفية.
المصدر: نوفوستي