مباشر

انقلاب شنغهاي.. ضم الهند وباكستان وتجاهل تركيا

تابعوا RT على
تشهد قمة منظمة شنغهاي للتعاون تحولات أقرب إلى الانقلاب التاريخي في الأداء وفي الثقل الدولي وتوازن القوى في العالم.

تأتي أعمال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في العاصمة الأوزبيكية طشقند خلال يومي 23 - 24 يونيو/جزيران الحالي في ظل تحولات دولية وإقليمية غير مسبوقة، ومواجهات باردة في عدة ملفات تكاد تشمل جميع قارات العالم.

المنظمة التي تضم كلا من (روسيا والصين وكازاخستان وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبيكستان)، بالإضافة منغوليا والهند وإيران وباكستان وأفغانستان بصفة مراقب، وبيلاروس وتركيا بصفة الشريك في الحوار، ستشهد وضع اللمسات الأخيرة، وربما القرار بانضمام كل من الهند وباكستان إلى الجسد الأساسي للمنظمة، وتحويل بيلاروس من شريك في الحوار إلى عضو مراقب. غير أن المهم هنا، أن موضوع إيران سوف يطرح مجددا بناء على طلب طهران الانضمام للمنظمة كعضو فاعل، وتجاهل تركيا التي لن تشارك، ولن يأتي رئيسها رجب طيب إردوغان إلى طشقند للمشاركة كعادته في السنوات الأخيرة.

سكرتير عام المنظمة رشيد عليموف أكد على وجود 5 طلبات مقدمة للشراكة في إطار المنظمة. وقال إنها لدول تنتمي إلى شرق أوروبا والشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا. وأعرب عن اعتقاده بأن هذا لن يكون التوسيع الاخير الممكن للمنظمة، مشددا في الوقت نفسه على أنه لا يرى وجود أي تناقض أو خطر في انضمام الهند وباكستان المقبل إلى المنظمة، إذ تمتعت الدولتان وعلى مدى 11 عاما بصفة مراقب في المنظمة، وقرار انضمامهما إلى المنظمة قد تمت دراسته بشكل عميق وعلى مدى سنوات.

من جهة أخرى، ووفقا لتقارير منظمة شنغهاي، فإن انتقال بيلاروس من صفة الشريك في الحوار إلى صفة المراقب، سيفتح الآفاق بشكل واسع لمشاركة هذه الدولة في برامج التعاون المتعددة الاطراف. وهو ما دعا الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو للمشاركة في قمة المنظمة، والإعلان عن لقاء سيضمه مع الرئيس الصيني. غير أن الجديد هنا، هو أن تردي العلاقات الروسية – التركية انعكس سلبا على علاقة تركيا بمنظمة شنغهاي، فلم توجه الدعوة إلى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي كان يحضر جميع قمم المنظمة في السابق باعتبار تركيا دولة شريكة في الحوار، بل وقدمت طلبا لنقلها إلى عضوية المنظمة. ولكن يبدو أن الملف التركي سيتم تأجيله إلى أن تتحسن علاقة أنقرة بأعضاء المنظمة، وخاصة مع روسيا.

السفير الروسي لدى الصين أندريه دينيسوف أكد أن عملية توسيع منظمة شنغهاي للتعاون يعتبر شيئا موضوعيا ويعكس اهتمام الدول الأخرى بالمنظمة. وقال إن "توسع منظمة شنغهاي للتعاون يمكن أن يشير فقط إلى الاهتمام بعضوية هذه المؤسسة الدولية. لا أحد يدعو أحدا بالقوة للانضمام، ولا يمكن حتى الحديث عن هذا. وفي حال بدأت أي مؤسسة دولية بالتوسع، فهذا يعني أن هناك المزيد والمزيد من الدول تريد بطريقة أو بأخرى التعاون معها على أساس قانوني".

وأشار السفير إلى أن هناك 18 دولة ضمن المنظمة، مع الأخذ بعين الاعتبار جميع أشكال التعاون. مؤكداً أنه في الوقت الحالي "يتم رصد عملية" بدء انضمام الهند وباكستان إلى منظمة شنغهاي للتعاون. وأوضح أن الهند وباكستان في المستقبل القريب، قد ينتقلان من عضوين مراقبين إلى عضوين كاملي العضوية في المنظمة، وأن هذه العملية لا تجري وفق إجراء واحد، بل يتطلب ذلك أن تكون هناك موافقة واضحة من قبل الدول الأعضاء في المنظمة، حسب القواعد المحددة، المذكورة في وثائق المنظمة. وقال إن روسيا تتوقع أن يصدر قرار في قمة طشقند بهذا الصدد.

أجندة قمة شنغهاي في طشقند تتضمن عدة محاور أساسية، وفقا لمقال كتبه الرئيس الصيني "شي جين بينغ":

- توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب والانفصالية والتطرف والجريمة المنظمة.

- تعزيز التعاون العملي في المجال الاقتصادي – التجاري، ومجالات النقل والطاقة والبنية التحتية والزراعة والشؤون الإنسانية.

- بحث التحديات الأمنية الدولية والإقليمية الجديدة، وكيفية مواجهة المخاطر الناجمة عنها.

وإذا كان بحث علاقة منظمة شنغهاي بكل من مجموعة "بريكس" (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) ومجموعة العشرين لن يبحث باتساع في قمة طشقند، فسوف يبحث بعمق وبرغماتية في بكين خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين في 25 يونيو/حزيران الحالي. وهو ما أكده الكرملين في بيان رسمي أشار فيه إلى أن جدول أعمال القمة الروسية - الصينية يتضمن أبرز قضايا الأجندة العالمية، والتعاون في إطار المنظمات الدولية والإقليمية، مثل الأمم المتحدة ومجموعتي "بريكس" و"العشرين"، وكذلك تطبيق الاتفاقات التي سيتم توقيعها قبل ذلك في قمة شنغهاي.

 أشرف الصباغ

هذا الموقع يستخدم ملفات تعريف الارتباط .بامكانك قراءة شروط الاستخدام لتفعيل هذه الخاصية اضغط هنا