ويؤكد رئيس صندوق Hermitage Capital ويليام براوذر، رب العمل السابق للحقوقي سيرغي ماغنيتسكي، وكذلك والدة الأخير ناتاليا ماغنيتسكيا أن الفيلم بعيد عن الحقيقة ويطالبان بمنع عرضه.
ويؤكدان أن مخرج الفيلم يلمح في شريطه إلى أن" ماغنيتسكي لم يتعرض للقتل وهو لم يقم بأي تحقيق ضد ضباط شرطة روس ولم يوجه تهما ضدهم بالفساد واختلاس أموال الدولة".
وكان من المقرر عرض الفيلم لأول مرة على الجمهور في يوم 27 أبريل/ نيسان الماضي في البرلمان الأوروبي ولكن تم إلغاء العرض بعد شكوى من معارف وأقارب ماغنيتسكي.
وألغت القناة الأوروبية ARTE عرض الشريط المقرر في 3 مايو/ أيار. ومن ثم ألغت عرض الفيلم قناة ZDF الألمانية.
وبعد ذلك تمكن محامو براوذر من تعطيل عرض الفيلم في عدد من الدول الأوروبية.
واستبعد الفيلم من برنامج مهرجان الأفلام القصيرة، التي بدأت في جريمستاد، بالنرويج بعد أن تلقى المهرجان تحذيرا باحتمال رفع دعوى قضائية من براوذر وأرملة ماغنيتسكي ووالدته في حال عرض الفيلم في المهرجان.
وفي حديث له مع محطة إذاعة سويدية قال المخرج إنه لا يعتبر ماغنيتسكي، من المكافحين ضد الضالعين بالفساد في روسيا وإن الحقوقي الراحل ذاته كان منغمسا في مخالفات قانونية تتعلق بالعملات الأجنبية.
ونوه المخرج بأن السبب الرئيسي لوفاة ماغنيتسكي كانت حالته الصحية السيئة.
تجدر الإشارة إلى أن نيكراسوف كان يتمسك بمواقف سلبية تجاه السلطات الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان صديقا لضابط المخابرات الروسية السابق" FSB " ألكسندر ليتفينينكو، الذي اغتيل في لندن في عام 2006 بمادة مشعة.
وقام نيكراسوف بتصوير فيلم حول ذلك في عام 2007، وتم عرضه في مهرجان كان السينمائي وفي موسكو في مركز ساخاروف.
وفي عام 2010 صور نيكراسوف فيلم "دروس الروسي" حول الحرب بين روسيا وجورجيا في 2008 وفيه انتقد بشكل شديد قنوات التلفزيون الحكومية الروسية واتهمها بالتزوير.
وفي البداية عزم نيكراسوف تصوير فيلم عن موت ماغنيتسكي وعن ملابسات هذه الوفاة وكان موقفه سلبيا جدا مما ذكرته السلطات حول هذه الوفاة.
ولكن وخلال العمل في الفيلم تغير موقفه بشكل جذري وقال في حديث له مع "راديو الحرية" حول ذلك: "ليس من السهل على المرء التخلي عن التصورات السابقة.
من الناحية العقائدية كنت قريبا جدا من براوذر وكنت من أشد منتقدي النظام في العديد من النقاط، ولكن يجب قول الحقيقة وإذا لم نقل الحقيقة سيكون من الأسهل على الأشرار مواصلة تنفيذ أعمالهم السيئة".
يذكر أن قضية ماغنيتسكي، الذي توفي أثناء حبسه على ذمة التحقيق قبل بدء المحاكمة في موسكو عام 2009، أثارت توترا كبيرا في العلاقات بين روسيا والغرب.
وتبنى الكونغرس الأمريكي العام الماضي "قانون ماغنيتسكي"، الذي يحظر على عدد من الشخصيات الروسية دخول الولايات المتحدة.
وكانت السلطات الروسية قد اعتقلت ماغنيتسكي بتهمة التهرب من تسديد الضرائب للدولة خلال عمله في صندوق Hermitage Capital الذي يملكه البريطاني ويليام براوذر.
المصدر: وكالات